خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

بِلا هوادة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

لا يكاد يمرّ يوم دون أن نسمع عن ضبط كميات من المخدرات أو محاولات لتهريبها خلسة أو عنوة.

والحقيقة أن المشكلة أصبحت مُقلقة بحق، ومن أكثر ما يُقلق أنها تستهدف الشباب، الذين هم عماد المجتمع ورصيده الأغلى.

مُجتمعنا مجتمع تُشكل شريحة الشباب فيه الأغلبية، والآمال معقودة عليهم لحمل لواء الإصلاح والتطوير والدفع بالمجتمع قدماً.

فهم الذين سيشغلون الوظائف المهمة في القطاعين العام والخاص، وهم الذين يُعوّل عليهم في الابتكار والإبداع والتصدي للثورات الصناعية والتكنولوجية وثورة الذكاء الاصطناعي، إضافة إلى حمل لواء الفكر والثقافة والأخلاق، والانخراط في العمل السياسي.

ببساطة، هم المستقبل.

وحتى يقوموا بالأدوار المنوطة بهم، لا بد من أن يتعلموا تعلّماً رفيع المستوى، ويمتلكوا المهارات اللازمة؛ ولا بد من تربيتهم تربية حميدة فاعلة.

ولكي يتم ذلك، بنجاح وفاعلية، لا بد من أن يتمتعوا بالصحة الجسمية والعقلية والنفسية؛ ويكونوا مركزين تركيزاً كاملاً على المهام المطلوبة منهم، دون أي مُشتتات أو مُعيقات.

توفير الحماية لهم أمر لا جدال فيه.

الإِشكال في المخدرات أنها وبال على صحة الشباب، وتخريب لعقولهم ودمار لحالتهم النفسية. كل من يتعرض لها يكون هالكاً لا محالة، وبالذات إذا لم يجد من يعلم بمشكلته ويقف بجانبه ويقدم له العناية والعلاج المحترفين الناجعين.

المخدرات آفة كبرى وآثارها على المجتمع كارثية. إنها ليست مشكلة هامشية أو تحدياً ثانوياً؛ فهي من أهم عوامل سقوط الأفراد والمجتمعات.

ومن هنا وجب التصدي لها بكل عزم وحزم، وعقلانية واحتراف.

عدة إجراءات لا بد من اتخاذها، والخبراء هم الأقدر على إعلامنا بما يتوجب فعله.

منها التصدي لها بكل صلابة وقوة، كما تفعل حالياً قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وكوادر الجمارك، وكافة الجهات الأخرى المعنية، والتي نفتخر بأدائها. لا بد من أخذ كل الإجراءات على هذا البُعد حتى تُصفّر عمليات التهريب تصفيراً تاماً. فدائماً مكافحة التهريب الفاعلة يكون لها دور أساسي في درء المخاطر وإحباط الخطط الإجرامية الشريرة.

ومنها البعد التربوي التوعوي. لا بد لمؤسساتنا المعنية من أخذ هذا الأمر على محمل الجد؛ وإعداد المواد التعليمية الخلاقة الكفيلة بتثقيف طلبتنا حول هذه الآفة المدمرة وتحصينهم ضدها؛ ولا بد، في تقديرنا، من توفير مرشدين نفسيين واجتماعيين مؤهلين في المدارس والجامعات. فالتثقيف والتحصين والإرشاد كلّها عمليات تلعب دوراً لا يقل أهمية، لا بل ربما يزيد، عن دور المكافحة.

ومنها مدّ يد العون على نحو إنساني واحترافي وفاعل للشباب الذين وقعوا فريسة للمحتالين وتجار السوء، بحيث تُوفَّر لهم البيئة المناسبة لعلاجهم وإعادة تأهيلهم، من أجل تعافيهم وإعادة انخراطهم في الحياة ومسيرة بناء الوطن، لأن من وقعوا ضحية هم شباب بأمسّ الحاجة للمساعدة؛ ولا يجب أن "نترك واحداً منهم خلفنا" كما يقولون بالإنجليزية.

التعامل إذاً يجب أن يكون على هذه الأبعاد الثلاثة مجتمعة؛ والتركيز يجب أن يكون عليها كلّها دون تفريط بأي منها.

وبَعد، فآفة المخدرات هي دمار للمجتمع بأكمله، ومن هنا تأتي أهمية التصدي لها بكل ما أوتينا من معرفة وحكمة وإمكانات وتخطيط وتنفيذ، وبِلا هوادة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF