هل تتساءل كيف يبدو المشهد في قطاع غزة، لا يمكن وصفه بأي شكل لا سيما بعد «مجزرة الطحين»، استشهد فيها أكثر من 100 وأصيب أكثر من 800 كانوا بانتظار الحصول على مساعدات شمالي القطاع، هذه أبشع الحروب وأكثرها دموية منذ خليقة ادم عليه السلام حتى عصرنا هذا، وضعت دولة الاحتلال الإسرائيلي قدراتها العسكرية والاقتصادية والصناعية والعلمية بأكملها في خدمة المجهود الحربي لمحو وجود شعب بأكلمه، وهي تشهد أحداثاً مؤلمة شملت الموت الجماعي للمدنيين الأبرياء، بما في ذلك الاستخدام الوحيد للأسلحة المحرمة دولياً في الحروب.
لقد حان الوقت مرة أخرى لأن يتدخل المجتمع الدولي بكل قواه لإيقاف هذه المذبحة بحق أبناء غزة والتي فاقت بل وتجاوزت كل الانتهاكات ولبناء مشهد متطور لصناعة المستقبل للفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وأنهاء الاحتلال الإسرائيلي الوحيد على هذه الأرض؛ فالأحداث الإجرامية التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية في مشهد دموي متزايد التعقيد، للإجهاز على الإنسانية فوق هذه الأرض؛ إلا أن هذا الاحتلال تفوق في العداء وأصبح من أكثر الحروب دموية في العالم ويرجع هذا الأمر إلى العديد من الأسباب المختلفة، ولكن من الجدير بالذكر أن هذا الأمر لا يجب أن يكون غريباً على هذه الدولة المحتلة في العالم وهي تمارس سياسية التطهير العرقي والابادة الجماعية.
من المعروف أن (هتلر) الذي لقب بـ«أخطر السفاحين» قتل العديد من الضحايا، ومنذ ذلك الوقت حتى يومنا هذا ما زالت هذه القصة عالقة في أذهان الكثيرين بمختلف دول العالم الى جانب قصص اجرامية بحق البشر، ولكن لم تكن القصة الفريدة من نوعها، فكان رئيس الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة العنصرية بنيامين نتنياهو، الأكثر دموية على مستوى السفاحين في العالم بقتله قطاعاً كاملاً بسكانه وسكنه وأرضه ومائه.
تفاصيل مرعبة عديدة كشفت عنها المنظمات الإنسانية والإغاثة والأممية حول الجرائم والمجازر التي ارتكبها «نتن ياهو» في غزة بحجة القضاء على الفصائل الفلسطينية المقاومة وملاحقتها، إذ كانت هناك صور لجثث أطفال شهداء مشوهة تماماً وأشلاء متناثرة في جميع أنحاء القطاع، لدرجة أن جيشه لا يسمح بدفن الموتى بل ذهب بتجريف المقابر ونكل بها، وتمكن من خلاله من ارتكاب العديد من الجرائم البشعة.
هناك العديد من الكتب والأفلام الوثائقة والسينمائية آخرها مسلسل Monster: the Jeffrey Dahmer Story من إنتاج «نتفليكس» أصدرت في حق السفاح الأميركي الذي كان مصابا بعدة اضطرابات نفسية، مثل اضطراب الشخصية الحدية واضطراب الشخصية الفصامية، والاضطراب الذهاني وهو أشبه بتمرد نتنياهو على الشرعية والقانون الدولي بحرب واسعة النطاق على المجتمع الدولي ككل، وكانت عبارة عن تمرد ضد المواثيق والأخلاق الدولية والإنسانية والقانون الدولي.
ونحن نراهن على أنه إذا اكتشفنا حروباً دموية ما قبل «السومرية»، فسيكون لهذه أيضًا سجل حربي بلا شك- الأكثر دموية، فقد دفعت هذه الحرب العدوانية بأسلحتها المتطورة عدد الضحايا الغزيين إلى حدود لا يمكن تصورها في سجل التاريخ؛ فخلال تلك الأشهر العصيبة على الغزيين، يعمل الاحتلال بجد للضغط على العالم للقبول بالأمر الواقع، ولكن الفصائل الفلسطينية المقاومة -الأقل شأنا عسكريا من آلة الحرب الفاشية والنازية ومواجهة الة الحرب الاسرائيلية ذات التفوق التقني بآلاف وآلاف الجنود،–يقاومون حتى النصر، ولكن الثمن الذي يدفعوه لتحرير غزة باهظ للغاية، لكن التضحية كانت بمثابة بداية النهاية للدولة النازية (الاسرائيلية). وفي اثناء هذه المعركة، اتخذت المقاومة زمام المبادرة التي من شأنها أن تؤدي بهم إلى إنهاء الحرب بالنصر.