لست كارهاً للرياضة ولا عدواً للإعلام، فقد مارست الأولى هاوياً، واحترفت الصحافة في «الرأي» العظيمة وهي في عصرها الذهبي.
جاءت حرب غزة لتجعلني منطوياً على نفسي، حتى التصقت بـ"قناة الجزيرة» التي حكمت عليّ بإقامة جبرية، لمتابعة الأخبار المفرحة للمقاومة(نصرها الله)، والأخبار الإجرامية التي يتسبب بها العدو، وقد أذهبت العقل والهبت القلب.
مع مرور أيام الحرب، كان استحقاق كاس آسيا لكرة القدم، يضع المنتخبات المتأهلة في العاصمة القطرية، فما كان من الجماهير، إلا أن تلاحق منتخبات بلدانها، ومنها المنتخب الفلسطيني الذي لقي تعاطف الجماهير بمختلف الهوية، معبرة عن تضامنها مع أهل غزة الذين طالتهم الآلة الحربية المدمرة من قبل الجيش الصهيوني.
أُردنياً، كان"النشامى» يشق صعوده من فوز إلى فوز، إلى تأهل في الأدوار.
ظل تواصلي مع الزميل المعتّق، مدير الدائرة الرياضية السابق، الاستاذ سمير جنكات، بهدف الاطمئنان على صحته، حيث يواصل علاجه، ولمست من كلامه أن مزاجه حال مزاج الذين يشاهدون ما يحدث في غزة، ويتابعون الأخبار أولاً بأول.
دون مجاملة منه، ضحك، ووافقني الرأي، بأن لا إنجاز للمنتخب، يمكن القول فيه، إن لم يكن أحد طرفي النهائي، وليس كما يردد الإعلاميون والجمهور ومن هم في سدة المسؤولية لكرة القدم، الذين رأوا أنه إذا ما بلغ «النشامى» دور قبل النهائي، فقد حقق الإنجاز، باعتبار هذا الدور لم يبلغه من قبل.
كانت معلوماتي عن البطولة ترد عبر منشورات كتابية أو تصويرية أو مقتطفات مبثوثة على صفحات الفيسبوك، إذ لم أتابع مباراة واحدة في البطولة، ولم يكن لي أي تفاعل أو تعليق.
اعتذرت لمراسل بي إن سبورت في عمان، الصديق الدكتور محمد الجبور، لإبداء رأيي حول ملاقاة منتخبنا مع كوريا الجنوبية، وما أسهل الكلام (اليوم) في الإعلام، حتى عن القنبلة الذرية!.
تأهل"النشامى» للمباراة النهائية لملاقاة نظيره القطري، وفيها شدني الشعور الوطني للإنحياز لمنتخب الوطن الذي كان بمقدوره أن يحسم المباراة لصالحه، ولأن المنتخب القطري لم يظهر بصورة البطل الذي يدافع عن اللقب.!!
حدث ما حدث في المباراة التي لم يكن، العدل فيها، من حيث الحضور الجماهيري، كمنتخبين متأهلين، ولا العدل التحكيمي، وبخاصة في ضربتي الجزاء الأولى والثالثة، على رأي الزميل جنكات، وذلك بعد أن عدت لأخذ رأيه في اليوم التالي، فأين الاتحاد الآسيوي من نهائي يظهر بهذه الصورة؟!
وإذا كان منتخبنا ظُلم بنتيجة بهذا الشكل، فقد ظُلم نجم الأردن(الصاعد) آسيوياً، بعدم تتويجه كأفضل لاعب، وأعني"النشمي يزن نعيمات"!!.
عزاء الأردنيين بأن «هذه هي الرياضة» تحدث فيها الأخطاء، ويحدث فيها الظلم، والحظ يدير ظهره للأفضل، ولا عجب أن نقول في النهائي والنهاية » العرس» في قطر و «الطخ» في عمان، و"ما حدا أحسن من حدا».