يواصل الأردن حراكه الدبلوماسي المتصاعد وعلى كافة المستويات والجبهات، وصولاً لإيقاف فوري للعدوان الإسرائيلي على غزة وفتح أفق سياسي يقوم على العودة إلى طاولة المفاوضات واحياء عملية السلام وانتهاج حل الدولتين كسبيل أخير ووحيد لإقامة سلام عادل وشامل جوهره إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية.
الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني استنفرت كافة طاقاتها وادواتها منذ اليوم الاول للعدوان على غزة عبر استثمار علاقات الأردن الدولية في ظل احترام وثقة بالغتين من قبل مختلف الاطراف الاقليمية والدولية، وطوعتها في سبيل إيقاف هذا العدوان، وبيان الصورة الحقيقية لما يجري على أرض غزة ولفت نظر العالم له.
الأردن اشتبك كما العادة في ملف القضية الفلسطينية وهو الأدرى والأكثر معرفة واطلاعا وانغماسا بقضيته المركزية والوقوف خلفهم منذ عقود بالوقوف ودعم قضيتهم واسناد صمودهم فكان رأس الحربة في هذه الظروف وحمل راية الدفاع عن فلسطين بوصلته الدائمة.
الدبلوماسية الأردنية جابت الأرض طولا وعرضا واستنفرت كافة امكاناتها وأدواتها، وسارت بنهج متدرج وعقلاتي انتج تأثيرا بالغا في الاوساط الدولية يأتي أوكله يوما بعد يوم، في سبيل رفع الظلم والجور والاجرام الذي يتعرض له الاشقاء الفلسطينييون.
انتهاج الدبلوماسية الناعمة والذكية عبر التنسيق العالي المستوى مع الفواعل الاقليميين والدولين والدول الوازنة ذات الثقل السياسي على المستويين كان أحد أسلحة الأردن الدبلوماسية التي تقوم على حشد موقف دولي يدعم الحق الفلسطيني ويقف في ذات الوقت ضد جرائم الحرب التي تقوم بها آلة الحرب العسكرية الاسرائيلية.
الدبلوماسية الاردنية بمختلف صنوفها واركانها وضعت على عاتقها إبصار العالم ومخاطبة الرأي العام العالمي واستنهاض الضمير العالمي والمجتمع الدولي بكافة اطرافه لتحمل مسؤولياته القانونية والاخلاقية والانسانية وكبح جماح هذا العنف والتطرف الذي يتعرض له الفلسطينيون.
النتاجات التي حققها الأردن عبر دبلوماسية حكيمة ومحنكة حققت الكثير من المكاسب السياسية في معركة الدفاع عن فلسطين وعلى كافة الاطر الدولية ما أنتج تغييرات جذرية ومحورية في المواقف الدولية على المستويين الشعبي والرسمي ما يشكل اضافة نوعية ومهمة في اطار وقف هذا العدوان الغاشم والتأسيس لافق سياسي مستقبلي.
جملة القول، الأردن بقيادة جلالة الملك لم تهن له قناة، ولم تلن له عزيمة برغم كل التحديات والعراقيل التي تستهدف تشتيت جهوده الحازمة والقوية فسيبقى على العهد ماضياً في معركة الحق والعدل مستنداً على رصيد كبير من الثقة والاحترام لدى الاوساط الدولية، إلى أن تنقشع هذه الغمة ويحصل الفلسطينيون على حقوقهم المشروعة.
