خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تحوّل غير محمود

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أحمد يعقوب المجدوبة

العارفُ يَعي أنّ الديمقراطية ليست نظاماً مثالياً، فالمثالب التي تنطوي عليها، حتى وهي في وضعها الطبيعي، كثيرة.

منها أنّ حجم الظلم الذي قد يقع على من ليس لهم حظوة في صناديق الاقتراع قد يكون كبيراً. ما الذي يعنيه الفوز بنسبة 51%، وأحياناً أقل بأعشار؟ هذه النسب تعني أن 49% من المُصوّتين على الأقل غير راضين عن النتيجة.

وهذه نسبة كبيرة جداً. وهذا واقع في النُّظم الديمقراطية، ويحدث في أحيان كثيرة.

ومنها أن تميّز الديمقراطية هو من تميّز المنخرطين فيها؛ فإن كانت الشرائح الممارسة لها على درجة عالية من الثقافة والوعي، كانت النتائج إيجابية؛ وإن كان الممارسون متواضعو الثقافة والوعي، جاءت النتائج مُخيّبة.

ومنها أنّ الديمقراطية تتحكم فيها غالباً الكُتَل وأصحاب المصالح، وأنّ مصالح هؤلاء قد لا تتفق مع الصالح العام.

ومنها أنّ المرشحين للمواقع أو المجالس المختلفة بحاجة إلى أموال، وأحياناً أموال طائلة تُصرف على الحملات الدعائية والجولات وغيرها؛ وهذا يعني أن يقتصر الترشح إما على الموسرين أو على الذين يتمتعون بقدرة على اجتذاب الأموال. وفي الحالة الأخيرة يكون لمن يُقدّم المال شروطاً تُملى أو سطوة تُمارس.

ومنها عزوف كثير من الناس عن المشاركة الفاعلة في عملية الاقتراع، واقتصار المشاركة على نِسَبٍ مُتدنية.

ومنها مثالب أخرى.

بَيْدَ أنّ الرأي السائد أنّ الفوائد تفوق المثالب، ومن أهمها تداول السلطة سلمياً، على مختلف مستوياتها، مما يساهم في تدعيم أواصر السلم المجتمعي ويحقق الاستقرار اللازم للبناء والتطوير والنهوض.

ومن هنا يُنظر إلى الديمقراطية على أنها من النُّظم الأكثر نجاحاً على أرض الواقع، وأنّها تُجنّب المجتمعات ما لا يُحمد عقباه من تنافس غير منضبط وصراعات قد تكون مُدمِّرة.

المزعجُ في موضوع الديمقراطية كما تمارس في بعض المجتمعات الغربية بعض التحولات السلبية، والتي لم تعهدها تلك المجتمعات من قبل؛ ومن أهمها تحوّل قد يكون له عواقب غير محمودة.

والتحول يتمثل في أن البعض أخذ ينظر للفوز في الانتخابات على أنّه غاية لا وسيلة. بالطبع الوصول لموقع ما عن طريق صناديق الاقتراع هو أمر مهم وأولوية أولى، ليتمكن الشخص من تطبيق برنامجه الانتخابي أو برنامج حزبه، والذي لا يستطيع تطبيقه إلا إذا كان فائزاً.

لكنّ هذا الأمر المشروع، والذي يخضع لضوابط كثيرة، شيء، والظاهرة السلبية التي بدأنا نشهدها في بعض الحالات شيء آخر. وبالأمر الأخير نقصد نزوع بعضهم إما إلى محاولة الوصول للموقع بأي ثمن، حتى لو اضطر للتحالف مع الشرائح الأقل وعياً وأحياناً الأكثر تطرفاً ومغالاة؛ أو الاحتفاظ بالموقع عن طريق تبديل الولاءات وتغيير الحلفاء، وبالتالي التّخلي عن المبادئ التي بنى عليها الشخص سيرته؛ كأن يكون الشخصُ موضعَ الحديث يسارياً أو وسطاً، فيتحول إلى أقصى اليمين، وأحياناً يتحالف مع المتطرفين. هل يمكن أن يثق الناس فيمن يُغيّر ولاءاته ومبادئه من أجل الوصول إلى السلطة، أو البقاء فيها، وبغض النظر عن أدائه فيها أو مؤهلاته لها؟

هذا تحوُّلٌ مزعج في الديمقراطيات الغربية بدأنا نشهده في عدة دول مؤخراً، ولا نعرف ما هي مآلاته!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF