خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

محاكمة إسرائيل على جرائمها

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عماد عبدالرحمن

اليوم، تقف إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي، والتهمة إبادة جماعية للفلسطينيين في قطاع غزة، تلك واحدة من عدة تُهم أخرى،حقيقة، إرتُكبت بحق سكان القطاع ومنها: التهجير القسري، التطهير العرقي، الوحشية والهمجية،والفصل العنصري و تجويع شعب بأكمله وجرائم أخرى خطيرة ضد الإنسانية والقانون الدولي..الخ من التهم.

لا أعتقد ان دولة على مدى التاريخ واجهت مثل هذه التهم، ومهما حشدت إسرائيل من دفاعات، لن تعفيها من مسؤوليتها في إلحاق الأذى بأكثر من 80 الف فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، بحجة الدفاع عن النفس، الذي تذرعوا فيه للوصول الى قطاع مهجّر وخال من السكان لإستكمال حلمهم في إقامة الدولة اليهودية المكروهة والمنبوذة، ليس فقط من جيرانها بل من كافة أصقاع الأرض، بدليل تقدم دولة جنوب أفريقيا/التي عانت الفصل العنصري أيضا/ بالشكوى أمام محمكة العدل الدولية ضد الكيان الهمجي، والتأييد للدعوى من عدة دول حول العالم.

الأردن أيد طلب جنوب أفريقيا قانونياً وسياسياً، لأنه يعرف ويدرك حجم المعاناة والألم والإرتدادات المتوقعة في حال سكت العالم على ما يجري في قطاع غزة، عندها إسرائيل لن تتوقف وستكرر ما فعلته في غزة في أكثر من مكان وأكثر من دولة، وستوسع حربها الإقليمية مستفيدة من الدعم الغربي، وتخويف جبهتها الداخلية من «البعبع» ما وراء الحدود، من أجل أجندات رئيس حكومتها ووزراء فيها، لديهم طموحات بإبادة كل ما هو عربي، وتحقيق يهودية الدولة.

الذي ينساه العالم، أن سكان قطاع غزة المُهجر أصلا بعد حرب عام 1948، مهدد بهجرة جديدة لكن لا يُعرف أين ستكون هذه المرة، والتي تسعى إسرائيل الى أن تكون هجرة بعيدة في أعماق أفريقيا أو أميركا الجنوبية،حتى تضمن إبعاد الفلسطيني وإلغاء قضيته للأبد، لكن كل ذلك يفشل أمام صمود الشعب الفلسطيني الذي يستشهد في بيته وهو يحضن أطفاله، ويرفع شعار «الجنة أو غزة».

إسرائيل ستحاكم هذه المرة، قانونياً وأخلاقياً، خصمها دولة عانت وكابدت العنصرية والإبادة وتجربتها مثل يضرب في كل المحافل الدولية، لهذا موقف الكيان الغاصب ضعيف، وذهبت إسرائيل للمثول أمام المحكمة صاغرة، على عكس الشكاوى ضدها في » الجنائية الدولية » التي قللت من شانها غير مرة، فالعالم لم يسكت على جرائم الحرب والفصل العنصري في جنوب أفريقيا أو رواندا والبوسنة وغيرها الدول، من هنا كانت زيارة الملك عبد الله الثاني أخيرا الى رواندا، التي زار خلالها صرح كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية، والتي أكد ?يها «أهمية تعلم الدرس من تجربة رواندا في محاربة الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات، حتى نتجنب الوقوع في الهاوية».

على كل حال، ليس من مصلحة العالم أن لا تحاسب إسرائيل على جرائمها وهمجيتها، ولا حتى من مصلحة أقرب حلفائها في واشنطن ودول في أوروبا، فهي دولة تحتل شعب ودولة أخرى منذ أكثر من 70 عاماً ونيف، وقد قل تأييد معسكر السلام في المنطقة لجهة المقاومة والكفاح المسلح،بشكل أشمل هذه المرة، ولا شيء في ذهن صانع القرار في إسرائيل سوى منطق القوة والحرب، لذلك آن الأوان لجهد دولي ضاغط لحل نهائي وعادل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي نسمعه كثيراً ولا يطبق منه شيء منذ نحو ثلاثين عاماُ.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF