في ظل الجرائم الوحشية التي يمارسها جيش العدو الصهيوني، وقد أوغل في قتل البشر والشجر والحجر على الأرض الفلسطينية، حيث يواصل خسته وحقده وجبنه في غزة، باستهداف المدنيين، نقول في ظل هذه الجرائم، وغيرها، إن سلسلة من الأسئلة تُطرح، ومنها:
-لماذا يصر ويقدم هذا الجيش على قتل الصحافيين؟
-هل أمِنَ قادة هذا العدو المتغطرس محاكمة العالم لهم؟!
-ما هو شكل ونوع الإعلام الصهيوني، في الحرب والسلم؟
الإجابة عن هذه الأسئلة بإيجاز:
يصر جيش العدو على قتل المدنيين والصحافيين الفلسطينيين، لأنه جيش مأزوم ويشعر بالخيبة والهزيمة، فهو يلجأ إلى استهدافهم جميعاً ليخفي اندحاره عن مجتمعه، ويظهر بصورة المتفوق، مع أن سقوطه تكشّف أمام العالم وداعميه وحلفائه وفي مقدمتهم أميركا التي أمدّته بالسلاح والمسلحين.
إن نقل الحقائق الدائرة على ارض المعركة وبكامل تفاصيلها، يعني أن اسرائيل منيت بالهزيمة العسكرية، رغم كل الدعم الجوي والبحري والبري، وكأن اسرائيل تواجه دولة عظمى أو تحارب على أكثر من جبهة، كما حالها في حرب عام ١٩٧٣.
كذلك منيت اسرائيل بكراهية الشعوب والدول الحرة،لها، بعد أن استهدفت حياة الأطفال والنساء وكبار السن، وقامت بمجازر وتدمير مؤسسات الحياة بشكل كامل، لم يشهدها ويشهده التاريخ الحديث، إذ ظنت في سوءة افعالها، وهي تقتل الصحافيين"بدم بارد»، أنها ستخفي وجهها القبيح، وتخفي الحقيقة.
ولغروره وصلفه اللذين اعتاد بهما على ارتكاب هذه الجرائم وغيرها، يشعر هذا الكيان المتمرد على العالم، بأنه يقود الكون حيث يريد تحقيق مطامعه، التي لا حدود لها في مخياله الفكري و الديني !!
إن استهداف الصحفيين بكل قصد وترصد، فهذا يعني أن اسرائيل تضرب كل القوانيين الدولية عرض الحائط، وأنها الحاكم الذي يحكم ولا يُحاكَم، مستندة في غطرستها إلى » الفيتو الأميركي» فإلى متى تبقى هذه الغطرسة، ومتى تجرؤ المحاكم الدولية واللجان الوطنية والاتحاد الدولي للصحافيين على محاكمة من تسببوا بالقتل؟!
إن الاكتفاء عربياً ودولياً بالتنديد بالمتسبب، والإشادة بالضحايا الأبرياء، لا يوقف هذا التمرد، بل يزيد به؟!
ولا بد من الإشارة، أيضاً، إلى أن الإعلام الصهيوني وفي ظل قيادة اسرائيلية متطرفة تعمل دائماً على تبرير ما تقوم به من فظائع وجرائم بذريعة » الدفاع عن النفس» إعلام قائم على التضليل، فالعالم اجمع يعلم أن اسرائيل سلطة احتلال، وأنها تبرر كل قرار تتخذه وترفض أي قرار لا يكون في مصلحتها، بالهيمنة والكذب.
ففي الحرب، يقوم الاعلام الاسرائيلي على القتل لأي فرد يصنفه ويصفه بأنه عدو، ولو كان طفلاً، وأنه يعمل على تشويه الصورة واغتيال الشخصية والاتهام بصفات قذرة، فقد حاول تشويه صورة المقاومة الباسلة بقتل الأطفال، واتهمها بالاعتداء على المحتجزات، رغم التعامل الأخلاقي الذي حظين به وتناقلته وسائل الإعلام العالمية!.
أما في السلم، فليس أسهل عند هذا العدو الفاجر، من اختلاق السياسات التي يدّعي بها أنه حريص على السلام مع العالم العربي ونشره في المنطقة لأجل التنمية والرفاهية، ومحاربة الارهابيين، فيما هو يريد الهيمنة ويقود الارهاب، لا بل هو وراء وسبب عدم الاستقرار في العالم كله.