خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

إسرائيل تحول أفلام الخيال العلمي إلى كابوس حي يحرق البشر

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. أسامة أبو الرب

في عام 1984 صدر فيلم المدمر Terminator من بطولة أرنولد شوارزنيجر، وتبعه الجزء الثاني في 1991. ويتحدث الفيلم عن مستقبل مظلم للبشرية عبر شبكة ذكاء صناعي خارق اسمها سكاي نت، تطلق الصواريخ النووية على البشر وتسيطر على الكوكب.

هذا كان خيالا علميا حالكا وسوداويا ومتشائما، ولكن السنوات الماضية حملت لنا تطورات في مجال الذكاء الصناعي والروبوتات، وتجعل منها وسائل لأمل وخير البشرية. وكان الملياردير الأميركي بيل غيتس قد تحدث عما يمكن أن يقدمه الذكاء الصناعي في مجال الرعاية الصحية ومساعدة الأطباء والمرضى، وتحسين حياة الناس.

مقابل كل ذلك استخدم الجيش الإسرائيلي الذكاء الاصطناعي لإنهاء حياة البشر لا تحسينها..! فالعقلية الإسرائيلية العنصرية تفوقت على نفسها هذه المرة، لتسخر الذكاء الاصطناعي في أقذر شيء يمكن أن يتصوره العقل، وهو استهداف المدنيين أطفالا وشيوخا ونساء.

ويشير تقرير في صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن العدوان الحالي على غزة أتاح للجيش الإسرائيلي فرصة غير مسبوقة لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، منها منصة لوضع الأهداف تسمى «الإنجيل»، والتي سرعت العمليات القاتلة.

في أوائل تشرين الثاني، قال الجيش الإسرائيلي إنه تم تحديد أكثر من 12000هدفا في غزة. وأضاف الجيش أنه يستخدم نظامًا قائمًا على الذكاء الاصطناعي يسمى «حبسورا» (الإنجيل باللغة الإنجليزية) في الحرب ضد غزة لإنتاج الأهداف بوتيرة سريعة.

وقالإنه من خلال الاستخراج السريع والآلي للمعلومات الاستخباراتية، أصدر هذا النظام توصيات مستهدفة لباحثيه «بهدف المطابقة الكاملة بين توصية الآلة والتعرف الذي يقوم به الشخص».

وقال مسؤول سابق في الجيش الإسرائيلي، إن هذا النظام يسمح بتحديد 100 هدف يوميا لمهاجمته، مضيفا أنهم في الماضي كانوا ينتجون 50 هدفًا في غزة سنويًا.

مع أن الجيش الإسرائيلي يزعم أن الضربات التي أوصى بها بنك أهداف الذكاء الاصطناعي دقيقة وأنهم يتأكدون قدر الإمكان من عدم وقوع أي ضرر للمدنيين غير المشاركين، إلا أن أعداد النساء والأطفال الشهداء يؤكد كذبه.

ما نشهده هو أن تطبيقا للذكاء الاصطناعي يدير فعليا عصابة تمارس اغتيالات جماعية، حيث يتم التركيز على قتل أكبر عدد من البشر، بغض النظر عما إذا كانوا مدنيين أو لا.

منصة الذكاء الاصطناعي التي يستعملها الجيش الإسرائيلي هي آلة لا تهتم بالبشر، ومثل سكاي نت في فيلم المدمر، فإنها تقتل الناس دون رحمة.

فيلم المدمر هو خيال علمي، ولكن إسرائيل حولته إلى فيلم واقع، وأنت عندما تشهد فيلما تعلم أن كل القتل الذي فيه تمثيل، وأن شعرة من الممثلين لم تمس. أما عندما نشاهد فيلم الواقع الإسرائيلي فنحن نعلم انه أدى لاستشهاد أكثر من 16 ألفا، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وأن العدد يرتفع كل لحظة.

الحرب التي أطلقها سكاي نت في فيلم المدمر حرقت الكوكب، وإذا لم يوقف العالم العدوان الإسرائيلي فقد يتطور إلى حرب تحرق المنطقة وربما تكون ممهدة لحرب عالمية ثالثة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF