دوماً يثبت الأردن أن جميع مكوناته يعيشون فى تآخٍ حقيقي وفي وطن واحد وخلف القيادة الهاشميةالحكيمة، وفي ظل مجتمع آمن لا عنصرية فيه ولا طائفية، تجمعهم وحدة وطنية راسخة القواعد، وهيهات أن يستطيع أيا ما كان أن يفرق بين وحدة هذا النسيج.
فقضية الوحدة الوطنية من القضايا التي حظيت باهتمام بالغ من جانب الدولة والقيادة الهاشمية على مر العصور، نظراً لعظيم أثرها على الأمن القومي للبلاد مرورا بالتصريحات المتكررة، بأن سيادتها ليست مستباحة وأمنها القومي أولوية، وأثبت التاريخ أن الوحدة الوطنية كانت من أهم ركائز بناء وتقدم الأردن.
وقد ذكر التاريخ لنا صوراً جلية وواضحة من صور الحفاظ على الوحدة الوطنية في محطات تاريخية عصيبة أثبت فيه الجميع مسؤوليتهم في حماية وحدتهم ونسيجهم الاجتماعي في أمن وسلام.
وبالفعل استطاع الأردنيون من شتى أصولهم ومنابتهم أن يقدموا للوطن أفضل ما لديهم، وأدى ذلك إلى ازدهار سريع وطفرات اقتصادية وعلمية وعسكرية بالغة الأثر، لتحافظ المملكة على مكانتها الحضارية مثلما كانت في ماضيها وعصورها الذهبية من حيث النهضة والتقدم.
وملحمة وطنية جديدة من ملاحم الوحدة الوطنية كان شعارها «نصرة غزة» وجاءت المسيرات التضامنية والمظاهرات منذ «طوفان الأقصى» 7 أكتوبر، لتجسد مرة أخرى مظاهر التلاحم الوطني والوحدة الوطنية بين مكونات المجتمع الأردني والموقف الرسمي، حيث كان من أهم ملامحها وحدة الكلمة والصف والهدف.
كما كانت «الكرامة» في 21 أذار 1968 ليسجل التاريخ أروع الملاحم بين أبناء الوطن سعياً لتحرير الأرض والدفاع عنها والحفاظ على العرض، فكانت وحدة سُطرت حروفها بالدماء الطاهرة وشهداء نصرة الحق ورد الظلم والعدوان الإسرائيلي من أجل الدفاع و تحرير الأرض.
وشهدنا الكثير من محاولات إثارة الفتنة والتفرقة والشكوك سواءً من داخل المملكة أو خارجها، وذلك بسبب موقف الأردن الثابت من العدوان على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة وسائر فلسطين، ولكن سرعة تصدي الدولة لتلك المحاولات الفاشلة كانت كلمة السر للقضاء عليها.
الأردن يقوم بدور تاريخي في دعم القضية الفلسطينية، والدولة واعية لمخططات تهجير سكان قطاع غزة والضفةالغربية، وأن موقفه واضح برفض تصفية القضية الفلسطينية وضياع لحقوق الشعب الفلسطيني في استعادة أرضه إلى الأبد.
إن القيادة السياسية تحبط مخططاً اسرائيلياً وما يقدمه الأردن من دعم القضية الفلسطينية ووقف عمليات التهجير تؤكد أننا أمام القائد الحقيقي وهو جلالة الملك عبدالله الثاني يسانده سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد..
موقف الملك وفي لقاءاته العديدة بشأن غزة وكلمة جلالته في القمة العربية الإسلامية مسار للسلام الدائم في المنطقة، ولن يتأتى إلا بالوقف الفوري لإطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية والعودة إلى مائدة الحوار وإحياء عملية السلام والالتزام بالشرعية الدولية، في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
موقف الدولة واضح برفض التهجير القسري للفلسطينيين، وطرح الرؤى الأردنية لحل القضية الفلسطينية، وهو ما ظهر في كلمات وخطابات الملك خلال الفترة الماضية.
موقف المملكة من القضية مشرف لكل الأردنيين والعرب، وهو موقف مرن أيضا، ويتطور مع تغير الأحداث، وهذا ما يفسر ربط موقف المملكة بخروج الأجانب بدخول المساعدات والتفاهم على هدنة بين الجانبين.
إن الاردن يؤكد أن السلام العادل والشامل، القائم على حل الدولتين، هو السبيل لتحقيق الأمن الحقيقي والمستدام للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأن الأردن لا يتخلى عن التزاماته تجاه القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
لذا، وجب علينا جميعا أن نحمي الوحدة الوطنية من أي محاولة تهدف إلى إشعال الفتنة بين أبناء الوطن الواحد.
ورسالتي إلى كل متعصب يحاول أن يثير الفتنة أو يحاول المزاودة على موقف المملكة الثابت والتاريخي تجاه العدوان الاسرائيلي الغاشم على فلسطين، إعلم إنك لا تخدم قومك ولا وطنك ولا القضية الفلسطينية، بل العكس هو الصحيح، فأنت تخدم أعداء الوطن الذين يتربصون به ويسعون إلى إشعال الفتنة لكي تعم الفوضى وتقدم لهم ما يسعون اليه، وعلى الجميع أن يعلم أننا جميعاً ركاب في سفينة واحدة، وسكان في وطن واحد وجسد واحد، فلنرفع جميعاً شعار «الأردن القوي سند لفلسطين ولامته».