خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

ليلة القبض على الأطفال الخدّج

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

تتعمّد قوات الاحتلال الصهيوني استهداف المستشفيات في عدوانها الغاشم على قطاع غزّة والضفّة الغربيّة على حدّ سواء، والدليل على أنّ هذا الاستهداف سياسة ممنهجة ربّما يكون لها ارتباط أو جذور في العقيدة اليهودية أو العقيدة الصهيونية، هو مهاجمة مستشفى طولكرم والاعتداء على المرضى وترويعهم مع أنّ هذا المستشفى ليس في غزّة، وكانت دائماً تهاجم المستشفيات في جنين ونابلس وغيرها.

أمّا مستشفيات غزّة فهي عنوان الكذب الصهيوني منذ بداية هذا العدوان النازيّ الغاشم على غزّة، وكأنّ هؤلاء المعتدين يريدون حرمان أهل غزّة من أيّ فرصة للنجاة في حال إصابتهم من جرّاء القصف الهمجي، بالإضافة إلى الرغبة الصهيونية العارمة والسوداء بالانتقام والتدمير والقتل والشرّ وممارسة الإرهاب، ويأتي هذا الاستهداف استكمالاً لمحاولات الصهاينة حرمان أهل غزّة من جميع أسباب الحياة: الماء والكهرباء والغذاء والدواء والمواصلات والاتصالات ويريدون قتلهم جوعاً وعطشاً وحرقاً وألما وبرداً.

وعندما يهاجم هؤلاء القتلة المستشفيات بذريعة أنّها مقرّات للمقاومة فإنهم يفعلون ذلك تعبيراً عن عجزهم الواضح عن مواجهة رجال المقاومة الباسلة فيتجهون إلى الأهداف السهلة والرخوة كالأبراج والمنازل والتجمعات السكانيّة والمستشفيات.

وأمّا ما أقدموا عليه من اقتحام مستشفى الشفاء بعد أن ارتكبوا مجازر فظيعة في مستشفيات أخرى مثل المستشفى المعمداني ومستشفى الرنتيسي والمستشفى الإندونيسي وغيرها، فإنّ هذا الاقتحام يمثّل أكبر وأعظم جريمة إنسانية يشهدها هذا العصر- عصر الأمّة العربيّة المريضة وعصر الإنسانية العوراء فاقدة الضمير والأخلاق- إذ كيف يمكن الحديث عن عمل عسكري ناجح على حدّ زعم الصهاينة وحلفائهم الغربيّين، وهو عمل موجّه ضدّ مستشفى يقتل فيه الأطباء والمرضى والأطفال الخدّج، وتدمّر فيه مستودعات الأدوية والأجهزة الطبيّة وغرف العناية المركّزة، ويعتقل الرجال والنساء ويجرّد الشباب من ملابسهم وتوضع القيود والأكبال في أيديهم ويساقون إلى أماكن مجهولة! إنّ مثل هذا العمل لا يمكن أن يكون عملاً عسكريّاً بل هو عمل الجبناء الذين يخافون حتّى من الأطفال الخدّج فيتركونهم دون علاج ودون رضاعة ودون أكسجين.

ليس في هذا العمل أي انتصار أو إنجاز يستحق أن يسجّل لهذا الجيش المجرم، لأنّه ليس من الصعب على أيّ مسلّح حتّى لو كان متسلّحاً ببندقية صدئة أن يهدّد أيّ مجموعة من المدنيين العزّل وأن يقتلهم جميعاً إذا شاء، فكيف بجيش يمتلك مئات الطائرات الحديثة والصواريخ والقنابل الأكثر تطوّراً ومئات الدّبابات المحصنّة ومئات آلاف الجنود، كيف لمثل هذا الجيش أن يعجز عن احتلال مستشفى ليس فيه غير المرضى والأطباء والممرّضين وبعض الأدوية والأجهزة والأطفال الرضّع والأطفال الخدّج الذين يتوسّلون قطرة حليب أو نقطة ماء نظيف.

ما فعله الصهاينة من اقتحام مجمع الشفاء الطّبي هو جريمة عصريّة ووصمة عارٍ على جبين العرب والمسلمين والبشرية جمعاء.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF