يوظف جلالة الملك عبدالله الثاني كل ثقله وجهوده وعلاقاته الدولية في هذه المرحلة على أهم قضيتين ملحتين حاليًا أولهما: وقف إطلاق النار والحرب الإسرائيلية على غزة فوراً وباسرع وقت، وثانيهما؛ تعزيز ودعم المساعدات الانسانية بكميات كافية وتسهيل دخولها دون معوقات الى الاهل في غزة مع توفير العلاج الطبي اللازم للجرحى، واخرها توجيهات جلالته حيث نفذ صقور سلاح الجو الملكي عمليات انزال جوي لمواد اغاثة للاهل في القطاع، لتمكين المستشفى العسكري الاردني وكوادره من واجب الاستمرار بالخدمة لابناء غزة هاشم.
فيما يتعلق بمسار الجهود السياسية المستقبلية لما بعد وقف الحرب ومآلاتها ومستقبل حل القضية الفلسطينية، فقد عادت القضية الى اولويات الاجندة الدولية واهتماماتها، وتشهد الساحة الاقليمية والدولية حراكا دوليا نشطا لوضع تصورًا وأفقًا جديدًا وجديًا لعملية سلام ما بعد حرب غزة، تنهي حالة الصراع العسكري الحالي والمستقبلي بين الفلسطينين وإسرائيل.
للوصول الى حالة سلام مستدام وعادل تمنع تكرار المواجهات العسكرية وجرائم الحرب والإبادة مرة اخرى، جلالة الملك عبدالله الثاني حدد للعالم خارطة طريق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، وترتكز مضامينها على المبادئ التالية:
لا يوجد حل عسكري او أمني للصراع الفلسطيني العربي مع إسرائيل.
التهجير للفلسطينيين من الضفة وقطاع غزة خط أحمر ومرفوض فلسطينيا وعربيًا ودوليًا.
الضفة الغربية وقطاع غزة وحدة جغرافية واحدة للدولة الفلسطينية.
الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على الارض المحتلة عام ١٩٦٧ في الضفة وقطاع غزة.
اللاجئون الفلسطينون حقوقهم ثابته بالعودة او التعويض أو بكليهما.
الدولة الفلسطينية المستقلة هي الضمان الاول لأمن إسرائيل.
السلام مع الدول العربية ليس بديلا ولا يتعدى حقوق ألشعب الفلسطيني.
المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس تحت الوصاية الهاشمية وحماية الملك خط احمر لا مساس بها.
وقف بناء المستوطنات وهجمات المستوطنين على الشعب الفلسطيني.
تطوير العلاقات الطبيعية والاقتصادية العربية مع إسرائيل مرتبطة ارتباطا وثيقا بحل الدولتين واستعادة الفلسطينيون لحقوقهم. هذه المبادئ لعملية سلام حقيقي ومستدام في الشرق الاوسط، هي الضامن الوحيد لإخراج المنطقة من دوامة الصراعات العسكرية ومبرراتها المصطنعة، من حروب اديان او صرا ع حضارات او بين الشرق والغرب والصليب والهلال، وكلها تفسيرات يراد منها تبرير عمليات القتل والاحتلال والسيطرة على الاخرين، وثرواتهم الطبيعية والاستراتيجية، واستباحة حرمات البشر واعراضهم واملاكهم ومقدساتهم ومستقبل أبنائهم. إذا اشتدت الأزمات فهي مؤشر على انفراجها.. وتحتاج إلى زعماء يخلصون الشعوب من تداعياتها الكارثية، وجهود الملك عبدالله الثاني تصنع أفقًا جديداً وأملاً بتحقيق ذلك.
