خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأردن «تاريخ مشرف»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. محمد كامل القرعان

دور تاريخي مشرف ومهم يلعبه الاردن تجاه القضية الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني لا سيما في ظل العدوان الغاشم على غزة. وفي جميع الحروب الإسرائيلة الخمسة على قطاع غزة (2008، 2012، 2014، 2021، 2022) نجحت الدولة الأردنية في حينه وقف اطلاق النار وإعادة القطاع إلى الهدوء الأمني، وهو الدور المعهود نفسه الذى تلعبه عمان منذ بداية عملية «طوفان الأقصى» وما تبعها من هجوم إسرائيلي همجي على مدينة غزة.

وقبيل إعلان الحرب على غزة، لم يهدأ لعمان بال، فقد أجرت على مدار الاسابيع الماضية اتصالاتها الدبلوماسية المكثفة للحيلولة دون مزيد من التصعيد، وفى وقت هددت فيه إسرائيل بتنفيذ عملية هجوم بري على القطاع، بعد أن قطعت عن غزة أدنى سبل الحياة، الكهرباء والمياه،والوقود، والاتصالات السلكية واللاسلكية، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية، وقامت بتهجير قسري للسكان نحو الجنوب.

ليس ذلك فحسب بل استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي قوافل النازحين الفارين من الموت على الطرقات وفي المستشفيات والمدارس؛ فلم تترك لهم خيارا للنجاة بأرواحهم وبفلذة اكبادهم وقتلتهم بدم بارد، وعدد الشهداء في تزايد، وارتفاعا مهولا باعداد الجرحى إلى نحو ٢٣ الف ويزيد، منذ بداية العدوان الإسرائيلي الغاشم.

وقامت عمان بقيادتنا الهاشمية بدورها التاريخى البطولي لحماية المدنيين العزل، وتتواصل عمان وباعلى مستوياتها مع عواصم فاعلة في أوروبا والأطراف الدولية المؤثرة ومحيطها العربي والمجتمع الدولي باسره، من أجل التوصل لوقف فوري للعنف، وتحقيق تهدئة تحقن دماء المدنيين من الجانبين.

وفى داخل أروقة الخارجية الأردنية، أجرى وزير الخارجية أيمن الصفدي اتصالات مكثفة مع وزراء خارجية مصر والسعودية وامريكا ودول اوروبية وشخصيات عالمية مؤثرة لمتابعة الوضع المأساوي فى قطاع غزة، وتنسيق الجهود للتعامل مع الأزمة الإنسانية الطاحنة فى القطاع، ولضرورة بذل المساعي لوضع حد لتعريض المدنيين للمخاطر واستطاعت عمان بالتنسيق مع الاشقاء العرب انتزاع قرارا امميا بوقف العنف وادخال المساعدات للقطاع وتصدت بارادة صلبة لكل محاولة تخريبية لجهودها لوقف العنف.

وتنظر الدولة الأردنية بقيادتنا الهاشمية للقضية الفلسطينية ليس باعتبارها دائرة من دوائر سياساتها الخارجية فحسب واولية وجزء من أمنها الوطني والقومي العربي، بل قضية تدخل فى حسابات أمنها القومى المباشر، لذلك أفردت الإدارة الأردنية جهدا نشطا وفاعلا متعدد المستويات والأبعاد، لخدمة ملفات القضية الفلسطينية، للوصول إلى الهدف النهائى هو إقرار تسوية عادلة للصراع الإسرائيليى–الفلسطيني من خلال مبدأ حل الدولتين على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

وتحرص الجهود الاردنية على تغطية مراحل القضية الفلسطينية باكملها، وهى مرحلة الصراع والوصول إلى تسوية سياسية سلمية، ثم مرحلة ما بعد إقامة الدولة الفلسطينية، وهنا تتعدد الجهود الأردنية على الأصعدة كافة، على الصعيد السياسي والأمني وكذلك المجتمعي–الإنساني ؛ وبالتزامن لفرض الحل السياسي، وقدم الاردن أيضا دعما إنسانيا لاشقائنا المرابطين بفلسطين، تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك وسمو الأميرالحسين بن عبدالله ولي العهد، بتقديم الدعم الفوري والإغاثة الإنسانية لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق، وانطلقت قوافل المساعدات الأردنية?نحو القطاع، وذلك لدعم الأشقاء فى فلسطين جراء أعمال العنف التى شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

وهو الدعم الإنساني الاردني لفلسطين المتوازي مع الدعم السياسي والموقف الثابت الواضح الحازم -غير المحدود- ليس وليد اللحظة فهو دور تاريخي مشرف تقوم به عمان منذ قديم الأزل، وقد نجح الاردن في العقود الماضية فى كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني، وتقديم دعم مليوني عاجل لوكالة الانروا وإيصال مساعدات الاغاثة، كما أكد الاردن التزامه بمواصلة الدعم الدبلوماسي والمادي والدولي دون تأثر بالضغط الدولي وبالإجراءات الإسرائيلية.

ويعول الاردن على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فورى لوقف الكارثة الإنسانية التى تسبّبها الحرب الإسرائيلية على غزة، تطبيقاً للقانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وقيم حقوق الانسان وشدد ايضا لممثلي منظمات ووكالات الأمم المتحدة على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل وكافٍ إلى غزة وأهلها الذين يتعرضون لعدوان إسرائيلي لا يكترث بحياة الأبرياء والقانون الدولي. وتقديم التسهيلات التي يحتاجونها إلى معبر رفح بالتعاون مع الشقيقة مصر لإيصالها إلى غزة.

وسيستمر الاردن في العمل على المستوى الدولي لإيجاد السبل الكفيلة لوقف هذا العدوان الهمجي على ابناء غزة الى جانب الدعم لإيصال المزيد من المساعدات العلاجية والغذائية وعبر الحلول المتاحة، وفتح المستشفيات الأردنية هنا في عمان لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة، فضلا عن تجهيز مستشفى ميداني في غزة يعمل فيها طواقم طبية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين.

وخلال العدوان الإسرائيلي السافر على غزة مايو 2021، وجه الملك بالتنسيق مع الأشقاء الفلسطينيين بقطاع غزة للوقوف على احتياجاتهم وتلبيتها، وفتح المستشفيات الأردنية لاستقبال الجرحى والمصابين من قطاع غزة، كما أرسل الاردن مساعدات طبية إلى غزة وقام بتجهيز مستشفى هناك مزود بجميع التجهيزات الطيبة والادوية اللازمة وهذا هو ديدن الاردنيين الى جانب اشقائهم في محنتهم يتقاسمون مع الالم والوجع، «والمصاب واحد».

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF