في خضم ما يجري من أحداث في فلسطين المحتلة بالعموم وقطاع غزة تحديداً، نلتقط وبيقين تام أن تحذيرات جلالة الملك عبدالله الثاني الدائمة بأن لا أمن ولا استقرار إلا بتحقيق سلام عادل وشامل للقضية الفلسطينية، هو السبيل الوحيد لاطفاء نيران العنف وحالة عدم الاستقرار في المنطقة.
لطالما حذر ونبه جلالته وبشكل دؤوب ومستمر وفي كافة المحافل الإقليمية والدولية أن مغذيات العنف وحالة عدم الاستقرار في المنطقة، عدم إيجاد حل للقضية المركزية الفلسطينية، بما يُعيد الحقوق لأصحابها وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني ضمن إطار حل الدولتين.
رؤية ملكية استشرافية واستباقية كانت وعلى الدوام تتقدم خطوات كبيرة على الكثير من الرؤى والحلول ضمن إطار وقائي، حتى لا نصل إلى مزيد من العنف واللاستقرار الذي تعيشه فلسطين المحتلة والمنطقة بالعموم جراء الظلم الكبير الذي يتعرض له الاشقاء، والمسلوبة حقوقهم.
الملك أعاد التأكيد أمس خلال خطاب العرش في افتتاح الدورة العادية الثالثة والأخيرة لمجلس الأمة التاسع عشر على ثابتين أردنيين لا حياد عنهما تجاه قضيتنا المركزية فلسطين بقوله:"إن ما تشهده الأراضي الفلسطينية حالياً من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان ما هي إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل».
وهنا تتجسد رؤية عبد الله الثاني الثاقبه بالتأكيد أن هذا السلام يجب أن يقوم على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء.
وفي هذا ينبه أن «لا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد».
الثابت الثاني الذي أكد عليه جلالته الموقف الأردني الثابت والواضح تجاه فلسطين بقوله «ستبقى بوصلتنا فلسطين، وتاجها القدس الشريف، ولن نُحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة، حتى يستعيد الشعب الفلسطيني الشقيق حقوقه كاملة، لتنعم منطقتنا وشعوبنا كلها بالسلام الذي هو حق وضرورة لنا جميعاً.
وفي هذا شدد جلالته على أن موقف الأردن سيبقى ثابتاً، ولن نتخلى عن دورنا مهما بلغت التحديات، في سبيل الدفاع عن المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، والحفاظ عليها من منطلق الوصاية الهاشمية.
تنبيهات وتحذيرات جلالة الملك عبدالله الدائمة بضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، كسبيل لتجاوز العنف وعدم الاستقرار في المنطقة، تثبت يوماً بعدم يوم واقعيتها، ما يعني أن رؤية الملك بالوصول إلى سلام حقيقي يعيد الحقوق لأصحابها، هو الملاذ الأخير والوحيد، إذ لا سلام ولا استقرار دونما ذلك...
حمى الله الأردن وفلسطين توأم الروح من كل شر وسوء..