لقاء أخوي جديد يجمع الملك عبد الله الثاني ابن الحسين برئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في رسالة ايجابية تتعلق بالتكامل بين البلدين في منظومة العمل المشترك، فالأردن كان حاضراً قبل فترة ليست بالبعيدة في اجتماع موسع في أبو ظبي بحضور قيادات عربية تبادلت الآراء والأفكار في جملة من التحديات، وكان ذلك الاجتماع يلقي بظلاله على العديد من التفاعلات السياسية التي أتبعته، وظهرت نتائج التنسيق الأردني – الإماراتي في العديد من المحطات المختلفة من أهمها العمل على تمهيد الطريق لتهدئة واسعة في الملفات الإقليمي? التي تتماس مع الأردن، وخاصة ما يتعلق بالشأن السوري.
التغريدتان الدافئتان اللتان صدرتا عن جلالة الملك وضيفه الكبير، ركزتا من جانب الملك على مبدأ العمل العربي المشترك وضرورة تعزيزه، وهو الأمر الذي يشغل الأردن قيادةً وشعباً ويشكل ملمحاً أصيلاً في السياسة الأردنية على المستوى العربي، فالأردن بقي دائماً، وسيظل ملتزماً بالسعي المخلص والصادق لبناء التوافق العربي، وبذل الجهود والمساعي المخلصة لتقريب وجهات النظر بين الدول العربية الشقيقة، وتمثيل المنظومة العربية ككل على المستوى الدولي مستثمراً العلاقات الطيبة التي أسستها المملكة خلال تاريخها لهذه الغاية، ومرتكناً عل? تراث المحبة والحفاوة التي يحملها الأردنيون تجاه أشقائهم العرب.
وأتت كذلك تغريدة سمو الرئيس الإماراتي، لتحمل نفس المشاعر الطيبة والعميقة، وتتطرق بالإشارة إلى مناقشة المستجدات في المنطقة والعالم، فالإمارات بحكم واقعها بوصفها فاعلاً رئيسياً في منظومة الطاقة العالمية تتابع وعن كثب وبكثير من الاهتمام التطورات العالمية المختلفة، وتحرص على وضع الأردن، بصورة مبكرة وشفافة لمختلف الاعتبارات لما يمثله الأردن من ركيزة موثوقة في استراتيجية الإمارات الشقيقة في مواجهة التحديات المختلفة، ويتابع الرئيس الإماراتي، موضحاً رؤيته التي تبدأ من الاستقرار بما يمكن جهود التنمية من التحقق على ?لأرض، وباتجاه العمل على الازدهار المأمول.
يمكن للمتابعين أن يتحدثوا بثقة كبيرة عن التاريخ الذي يستكمل وجوده ومساره في هذه اللقاءات والتي تأتي لتعيد ملامح العلاقات التاريخية بين البلدين الشقيقين والتي تمثلت في الراحلين الكبيرين جلالة الملك الحسين وسمو الشيخ زايد، رحمهما الله، وهذه العلاقة تستمد قوتها ومنعتها من العوامل المؤسسة التي تتوجه صوب نفس الغاية، وتخدم ذات الرؤية المتعلقة بتمكين الأجيال المقبلة من الشعوب العربية من العيش في ظروف آمنة ومستقرة وايجابية وبناءة لتجنبيهم الأثمان الباهظة التي تكبدتها هذه الشعوب خلال عقود ماضية من الزمن كانت تبحث خ?الها عن هويتها وتحققها ومكانتها التي تستحق، ويؤهلها لها تراثها وإمكانياتها بين مختلف الأمم.