خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أصحاب المروءات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار

يشغلني سؤال المروءة كثيراً وأجد نفسي في كثير من الأحيان أستخدم المروءة معياراً للحكم على الناس والتمييز أو المفاضلة بينهم، لأنني أرى في المروءة مقياساً صادقاً لا يكاد يخطئ، ولا يعني ذلك أنني أنقص من شأن المعايير الأخرى التي تعارف عليها الناس عبر قرون من الزمن. وتختلف المروءة عن الرجولة، وإن كانت بينهما جوامع مشتركة، فالرجولة تختص بالرجال دون النساء، أمّا المروءة فيشترك فيها الرجال والنساء ولذلك نقول: امرأة بألف رجل، ونقول رجل صاحب مروءة وامرأة ذات مروءة.

ومن ناحية أخرى فالرجولة قوامها قوّة الرجل وما يملك من عضلات أو صوتٍ جهوري، وقدرة على القتال، وأمّا المروءة فقوامها الخلق الكريم والمواقف النبيلة.

ولو نظرنا إلى المروءة من الزاوية اللغوية لوجدنا أن كلمتي «امرؤ» و"امرأة» مشتقان من المروءة، وهما تذكير وتأنيث نقول: أنت امرؤ كريم وأنت امرأة كريمة.

وقد وجدتُ في اللغة الإسبانية أن كلمة Hombre التي تعني الرجل شبيهة بكلمة امرؤ بالعربيّة، وأنّ كلمة Hembra التي تعني الأنثى للناس والمخلوقات الأخرى تشبة كلمة امرأة بالعربيّة، والباء في الكلمتين (b) زائدة تأتي عادة بين الميم (m) والراء (r) كما في كلمة (Alhambra) وتعني قصر الحمراء. والله أعلم بمن أخذ عن الآخر العرب أم الإسبان.

ولمــّا كانت المروءة مشتركة بين الرجال والنساء فإنّ لها علامات تدلّ عليها وتجعلها أعلى قدْراً من صفة الرجولة، ومن أهمّ علامات المروءة التزام العدل وعدم الانحياز إلى القويّ ضدّ الضعيف أو إلى صاحب النفوذ ضدّ من لا سلطة له، وعدم الانحياز إلى الغنيّ ضدّ الفقير، وعدم المجاملة في الحقّ. ومثل هذه المواقف تحتاج إلى قدّرٍ كبير من الشجاعة والجرأة والتضحية وعدم التردّد. ومن المواقف التي تتجلّى فيها المروءة الدفاع عن صاحب الحق حتّى لو كان من ينازعه حقّه من أصحاب النفوذ القادرين على إلحاق الضرر به أو معاقبته نتيجة مواف?ه العادلة، فالإنسان صاحب المروءة سواءً أكان رجلاً أم امرأة هو من يضحيّ بمصلحته الشخصية لقاء عدم انحرافه عن الحقّ أو عدم انحيازه للباطل والظلم، لكن من المهمّ أن يكون مثل هذا الموقف النبيل والسلوك العادل سلوكاً تلقائياً وليس مفتعلاً أو استعراضياً مصطنعاً.

ومن مواقف المروءة أن يلتزم الشخص بما يعد به أو يتعهد بالقيام به حتّى لو كان في هذا الالتزام خسارةٌ له، فالإنسان صاحب المروءة لا يخلّ بوعده ولا يتراجع عن كلمة نطق بها أو فعلٍ تعهّد به حتّى لو تبين له بعد ذلك أنّه أخطأ في قراره أو في حق نفسه، وفي مثل هذه الحالة فإنّ عليه إمّا أن يتحمّل نتيجة وعده وتعهّده، وإمّا أن يستأذن ممّن وعده وتعهّد له بعدم المقدرة على الوفاء بالوعد فإنّ وافق فله أن يتراجع وإن لم يوافق فعليه أن يفي بما وعد به. أمّا الذين يخلّون بوعودهم وتعهّداتهم فليسوا من المروءة في شيء.

ومن مواقف الأشخاص أصحاب المرواءت أنّه إذا أخطأ أحدهم في قولٍ أو فعل وتبين له بعد حين عدم صحّة قوله أو فعله جاء فاعتذر عن قوله ورجع عنه، فمثل هذه المواقف هي من أعلى درجات الشجاعة والمروءة. وهي كلها مواقف قوامها الصدق والعدل والتضحية والكرم والإيثار.

وللمروءات صورٌ أخرى كثيرة يدركها أصحاب المروءات وأصحاب المواقف النبيلة والشجاعة والمقامات المشهودة، كما يعرفها الذين يتخلّون عن المروءة طمعاً في مكسب عابر أو مصلحة رخيصة مؤقتة.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF