نعم نقول انه نصر حقيقي والسبب في ان جنين سطرت من خلال البعد العسكري والاحتواء السياسي ملحمة بطولية حقيقية جسدت مفهوم الوحدة الميدانية على الأرض واحتواء كل أدوات الشرخ التي حاولت القوات الصهيونية دسها كاسفين بين المكونات البنيوية للشعب الفلسطيني فقد كانت اهداف الاحتلال من اجتياح جنين تتمحور في جوهرها حول القضاء على البيئة الحاضنة للمقاومة المسلحة واعتقال او قتل اكبر عدد من قادة المقاومة المسلحة الفلسطينية واستهداف رمزية مخيم جنين مخيم الصمود والتصدي مخيم البطولة مخيم الساحات مخيم المقبرة للمشاريع السياسية والصهيونية والمؤامرات التي كانت تحاك ضد كل المشروع الوطني الفلسطيني.
نعم انتصر الفلسطيني لأنه في البعد العسكري اتخذ تكتيكا ذكيا من خلال استدراج قوات الاحتلال الى وسط المخيم والخروج منه حتى يجهض الهدف الاستراتيجي للحملة الصهيونية في البعد العسكري بقتل اكبر عدد ممكن من الفدائيين الفلسطينيين وانهاء الوجود المسلح والمقاوم في هذا المخيم الذي لا يبلغ حجم مساحته عن نصف كليو متر مربع والتي حشدت له قوات الاحتلال الصهيوني اكثر من ثلاثة الاف عسكري ومئات المدرعات والمجنزرات والجرافات والمسيرات وطائرات الأباتشي وكل تكنولوجيا الامن السيبراني حتى تخرج بنتيجة مفادها اثنى عشر شهيدا أربعة من?م من الأطفال ولم تستطع ان تغتال قائدا واحدا من قادة العمل الفدائي المقاوم طوال فترة 48 ساعة بغطاء واضح من الولايات المتحدة الامريكية التي صرحت بأحقية الكيان الصهيوني (الدفاع عن النفس).
نعم انتصر الفلسطيني عندما جسد في الميدان وحدة دم غير مسبوقة بين سرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى والقسام هذه الوحدة الميدانية التي بعثت برسالة واحدة بعنوانين العنوان الأول للكيان الصهيوني بان محاولات الاستفراد في كل فصيل او كتيبة على حدا لن تمر فوحدة الدم هي جزء من العقيدة العسكرية الفلسطينية العنوان الاخر ذهبت به الى القيادة الفلسطينية وفصائل منظمة التحرير بان اجهاض أي مخطط صهيوني سياسيا او عسكريا يتطلب وحدة حقيقية ويؤشر الى ضرب كل اشكال الانقسام اذا ارادت ان تخرج بمشروع سياسي موحد المعالم والاهداف.
نعم انتصر الفلسطيني من خلال ذلك الشكل من اشكال الانتقام الحقيقي الذي مارسته الجرافات الصهيونية على الأرض بالذهاب الى الانتقام من البنية التحتية للمخيم حتى ترسخ حقدا على المقاومة الفلسطينية من بيئتها الحاضنة ولكن هيهات هيهات فعندما تم تشيع الشهداء الابرار كانت الحاضنة تشكل درعا غير مسبوقا ملتفا دون تردد حول فيدائييه ومقاميه ومسلحيه.
نعم انتصر الفلسطيني عندما ودع اخر جندي صهيوني بعبوة ناسفة بعث برسالة بان هدف الدخول لحماية جنوده انتهى بقتل واصابة الجنود الصهاينة وهم خارجون مذعورين من حجم الرصاص الذي تلقوه والعبوات الناسفة فاين هي ملامح نجاح العملية العسكرية الصهيونية التي خرجت تحت مطر من الرصاص والعبوات الناسفة فاين هي نجاحات العملية العسكرية الصهيونية المزعومة والمذعورة فالنتيجة الوحيدة لهذه العملية هي فشل ذريع كل الأجهزة الأمنية والقوات الخاصة والمتخصصة والمسيرات والمدرعات واليات البطش هزمت هزيمة ساحقة فهي ذهبت لاستهداف الحجر ولكن ال?نائين الفلسطينيين اللذين بنو نصف العالم العربي ونصف العالم الكلي لن تمس عزيمتهم فهم بنائين أوائل ومبدعون وخلاقون بكل معنى الكلمة فسيفاجئ العالم انه خلال فترة وجيزة يعود المخيم وبنيته التحتية اجمل وابهى مما كان.
هذا هو الفلسطيني وحيدا في الساحات وحيدا في الإنجازات المجد والخلود لشهداء مدينة ومخيم جنين المجد والخلود لشهداء يعبد وجبع وعرين الأسود من نابلس الابية الى شهيد الخليل الذي جسد وحدة الساحات في عملية تل ابيب البطولية واللذين ذهبوا لمساندة النمور والأسود والفهود في مخيم الصمود والتصدي مخيم جنين البطلة.
