أعادت جريمة إحراق القرآن الكريم من قبل (سلوان موميكا) في أول أيام عيد الأضحى المبارك وبتصريح وقرار من المحكمة الادارية السويدية مع علم هذه الاخيرة لفداحة هذه الجريمة وآثارها المتوقعة على المملكة السويدية على المستويين الداخلي والخارجي، أعادت تلك الجريمة مجموعة من علامات الاستفهام والريبة.
وسلوان هذا (عراقي الاصل _ سويدي الجنسية) لجأ الى السويد عام 2017 بعد ان خرج من السجن في العراق و بتدخل من «جهة دولية» كما قال الصحافي الاستقصائي وليد المقدادي المقيم هو الآخر في السويد وعلينا التوقف هنا عند مصطلح الجهة الدولية الخفية وغير المعروفة والتي لم يسمها المقدادي.
في كل الأحوال أعادت جريمة سلوان موميكا طرح مفهوم الحرية والجدل التاريخي بشأنها بعد أن اعتبرت بعض دوائر صنع القرار في العالم الذي يسمى بالحر أن جريمة موميكا هي حرية رأي، وهو ما زاد من تعقيد الجدل بشأن الحرية وحدودها وضوابطها على المستويين التاريخي والانساني، وهل هي مطلقة أم نسبية وغيرها من الاسئلة الفلسفية التي تناوب على محاولة الاجابة عليها الكثير من الفلاسفة بدء من المعلم الاول سقراط الذي عرف الحرية بانها فعل الافضل والاصلح مرورا بديكارت صاحب مبدأ «الكوجيتو.. القائل «أنا افكر اذا أنا موجود».. وسارتر ابو ا?حرية الفوضوية وصولا الى اليوم.
وقد يسأل القارئ الكريم، لماذا ادخل (سلوان موميكا) السجن في العراق؟ ومن هي الجهة الدولية التى تدخلت من أجل إخراجه من هذا السجن وتسهيل دخوله السويد وحصوله على جنسيتها، وهو المتهم بارتكاب جرائم قتل وجرائم إرهابية وذلك خلال قيادته لما يسمى (كتائب صقور السريان المتطرفة الإرهابية) في مدينة نينوى «الموصل» والتي قيل أنها كانت تحارب تنظيم داعش في سهل نينوى؟.
وفق أي قانون كان، فهذا الشخص هو قاتل بل ومرتكب لجرائم حرب حسب حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي التي تظهره في مشاهد دموية، والسؤال هنا كيف تم قبوله كلاجئ في السويد؟ وهو قاتل محترف ومرتكب لجرائم وليس مضطهدا بسبب ارائه السياسية أو معتقداته الدينية لكي تُقدم له كل هذه التسهيلات وبهذه الصورة السهلة والسريعة؟ وهنا أتحدث عن قانون اللجوء السويدي وكيف تم خرقه في حالة هذا الشخص؟، كما أن المريب أكثر من كل ما سبق أن (سلوان موميكا) سرعان ما انضم الى احد الاحزاب اليمينية المتطرفة في السويد وهو حزب ديمقراطيي السويد (SD)?وهو حزب يحرض على الأجانب ويعادي الإسلام والمسيحية ويتبنى الفكر النازي والغريب أنه لا يعادي اليهودية رغم نازيته!؟.
في خضم هذه القضية التي يمكن وصفها بأنها هزت العالم لعدة أيام من المهم التوقف عند عدة اسئلة ومحاولة الإجابة عليها:
أولا: لماذا أفرجت «داعش» عن سلوان بعد اعتقاله بفترة بسيطة بتهمة محاربتها بقوات ما كانت تسمى (كتائب صقور السريان)، وكيف اختفت هذه القوات فجاة بعد اختفاء «داعش» في شمالي العراق وتحديدا مدينة الموصل وبعد لجوء سلوان الى السويد؟.
ثانيا: كيف تجيز المحكمة الإدارية السويدية لسلوان موميكا حرق القرآن رغم رفض الشرطة لذلك بناء على قانون (جرائم الكراهية) والمحكمة وقضاتها يعلمون أن مثل هذا التصرف يدخل وبكل بساطة في خانة مخالفة قانون (جرائم الكراهية) السويدي.
وللعلم فإن قانون جرائم الكراهية السويدي يقول في وصف جريمة الكراهية أنها:
هي جريمة التحريض ضد المجموعات العرقية والتمييز غير القانوني ضدها وقد تكون هناك أيضًا جرائم أخرى حيث يكون الدافع وراء الجريمة هو الإساءة إلى شخص أو مجموعة عرقية أو مجموعة أخرى من الأشخاص بسبب: العرق، لون البشرة الأصل القومي أو الإثني، الدين أو المعتقد، التوجه الجنسي، هوية التحول الجنسي أو التعبير عن الهوية الجنسية، أو أي ظرف آخر مماثل.
من الواضح ان سلوان موميكا ارتكب جريمة واضحة وفاضحة وفقا لقانون جرائم الكراهية حيث أن حرق القرآن الكريم يمثل الاساءة إلى الدين والمعتقد.
(قضية سلوان موميكا) برمتها هي قضية تطاردها علامات استفهام كثيرة، وريبة تأخذنا بكل بساطة الى الاعتقاد بأن هناك جهة ما ساهمت في صناعة هذا «النكرة»، وإنتاجه كشخص كاره للإسلام وبطريقته العدائية والمستفزة ليكون عنوانا في المستقبل القريب لتغذية اجواء من الصراع الديني في العالم العربي وبخاصة في العراق وسوريا ولبنان وخاصة أنه مسيحي سيرياني..!
قضية سلمان رشدي وايات شيطانية ما زالت حاضرة في الأذهان.
[email protected]