كما هو الحال في كل عام يحيي الاردنيون اليوم الذكرى الـ 77 للإستقلال التام للوطن عن الانتداب، فالخامس والعشرين من عام 1946، ليس يوماً عادياً بل إنجاز تاريخي عظيم يحق لكل أردني وأردنية الاحتفاء به وتمجيده كيوم للحرية والارادة المستقلة التي تحمي الوطن والمواطنين، وتحقيق مصلحة أبناءه وحماية مكتسباتهم والمحفاظة على وحدتهم الوطنية وتعزيزها.
ما يميز إحتفالات هذا العام، تزامن عيد الاستقلال مع الاحتفالات بزفاف ولي العهد سمو الامير الحسين بن عبد الله الثاني، وهما مناسبتين تهيآن لإستحضار معاني ودلالات الاستقلال، والتطلع لمستقبل مشرق يستند لماضي عريق وكفاح طويل مفعم بالعمل والإنجاز، ولتكون الفرحة فرحتين، وتعم أجواء الفرح والامل بالمستقبل كافة أنحاء البلاد، ولتحيي مشاعر الفرح والوحدة الوطنية التي تميز أسرتنا الاردنية الواحدة.
إستقلال المملكة، الذي بدأت بشائره بتوقيع المعاهدة الاردنية -البريطانية، بتاريخ 23 آذار من عام 1946، لم يأت من فراغ أو هبة من المُستعمِر، بل كان نتيجة كفاح ونضال إستمر نحو اربعين عاماً، لرجالات ناضلوا وصولاً الى دولة مستقلة،رغم أن التحديات لا زالت قائمة فمن حروب عسكرية وأطماع محتلين الى حروب إقتصادية، وأخيراً حرب مخدرات، ولا زلنا جيلاً بعد جيل نناضل ونكافح من أجل المحافظة على هذا الإرث، وهناك محطات مضيئة كرست منعة وحماية البلاد في وجه أعداء الاستقلال، والاهم التنبه لحرب التضليل والتشويه المدفوعة لتضييع الحقوق وتزييف الارادة الشعبية.
واليوم، ورغم كل التحديات يبقى الشعب القيادة والجيش أركان أساسية للاستقلال وحراسه الذين لا تغمض لهم عين، ليكونوا الصخرة التي تتكسر أمامها كل المؤامرات والمخططات، والحفاظ على الإستقلال لا يرتبط بسقف زمني او تاريخ محدد، بل هي معركة لا تنتهي ولا تتوقف، ومَن منا ينكر إستعادة اراضينا في الغمر والباقورة من بين أيدي الاحتلال الغاشم، ومَنْ مِنا ينكر الدفاع المستميت للقيادة والشعب والجيش عن مقدساتنا الاسلامية والمسيحية في القدس، والتصدي للإرهاب الممنهج، ومَنْ ينكر ايضاً دفاعنا عن قضايا أمتنا العربية في كافة المحافل، من أجل إستعادة الاستقرار للشعوب العربية في سوريا وليبيا واليمن والعراق وأخيراً السودان.
في الألفية الثانية من عمر الدولة، إتجهت الارادة نحو تعزيز المسيرة الديمقراطية وتحديث التشريعات الناظمة لجهة تعزيز الحياة الحزبية والبرلمانية وتغيير آلية إختيار الحكومات لتكون من صلب القاعدة الشعبية ممثلة بأحزاب وزانة قادرة على تنظيم شؤونها وإقناع الجمهور ببرامجها وحلولها لمشكلات، على أمل أن يتحقق ذلك خلال الانتخابات المقبلة.
وأخيراً.. يكمن الايمان بإستقلال الوطن الناجز وتجسيد معانيه ودلالاته بمنطلقات مثمرة في كيفية ممارسة المسؤولية في كافة المواقع، بنزاهة وامانة، وتعزيز مكامن القوة فيه والبناء على المكتسبات، ومعالجة المشاكل وإتخاذ الرأي القويم والصحيح بعيداً عن الشعبوية وشراء الذمم، وتسكين الازمات، أو ترحيلها، وتحقيق ما نصبو اليه في الاصلاح والاداري والاقتصادي والسياسي،بوعي المواطن ومسؤولياته، ليصبح واقعاً ملموساً نعيشه ونلمسه.
[email protected]