خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

يوم الوفاء والبيعة بين الباني والمعزز

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا

ما زال الأردنيون يتذكرون ويتناقلون وقائع الأيام الماطرة التي شهدها شهر شباط 1999 والتي ختمت في اليوم السابع من ذلك الشهر، وكان الملك الحسين طيب الله ثراه تحامل على نفسه في الأيام الأخيرة من حياته ليغمض عينيه مطمئناً على الأردن وعلى استكمال المسيرة التي دشنها وحملها على أكتافه لعقود من الزمن، وكان يتقصد في ذلك وجه الله تعالى مؤدياً أمانته للأردن ليمنح ولاية العهد ابنه البكر الذي بقي يتابعه وينظر إلى أدائه المتميز وعنايته بالإنجاز في مختلف المواقع، وإلى شخصيته الهادئة والصبورة والحكيمة في شتى المسؤوليات، قبل?أن يعقد العزم بكل ما حازه من خبرة وتجربة في الحياة، ويضع عبد الله الثاني ملكاً على الأردن.

بعد أن استوعب الأردنيون أحزانهم بوفاة الملك الراحل، قدموا للعالم بأسره درساً يستحق التأمل في تماسك المجتمع الأردني، وفي تقاليده الراسخة، ووعيه العميق، فكان يوم الوفاء والبيعة يختصر جميع المشاعر المتناقضة، وأتى ذلك اليوم ليكون يوماً لتسلم الملك عبد الله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية، وليثبت الأردن أنه حالة مختلفة في المنطقة العربية.

هل كان الملك الحسين يستشرف ما ستؤول له المنطقة والعالم وهو يتخير عبد الله الثاني ملكاً للبلاد؟

إن العالم وهو ينظر اليوم إلى السنوات التي مرت منذ يوم الوفاء والبيعة يدرك أنها كانت سنوات صعبة حملت الكثير من التحديات التي لم تكن متوقعةً من قبل، ولذلك فالحسين كان حريصاً على أن يكون خليفته مقاتلاً منضبطاً وشجاعاً ومسؤولاً خرجته وأنضجته وصقلته خدمته في الجيش العربي، ولم تكن تمضي إلا فترة وجيزة حتى بدأ العالم يواجه حرباً واسعةً على الإرهاب بعد أحداث برج التجارة العالمي، وكان عبد الله الثاني وهو يشارك في اجتثاث الفكر الإرهابي ويسعى لتقويض شبكات القتلة والمجرمين، يذود عن الإسلام الحقيقي ويضعه بمنأى عن الاسته?اف والتشويه، لتكون رسالة عمان وجهود أخرى كثيرة جعلته يشكل نموذجاً للقائد صاحب الفكر والرسالة، وهو ما لا يكاد يتكرر إلا في حالات قليلة في السياسة العالمية.

ويتمكن عبد الله الثاني أن يعبر بالأردن في جميع العواصف الإقليمية التي ترافقت مع خروج الربيع العربي عن مساراته، وتفشي الفوضى وتغيب الدولة أو فشلها في العديد من البلدان، ليؤكد أن رؤيته الإصلاحية التي استطاعت أن تستوعب تفاعلات التاريخ ومتطلبات الواقع أتت خلاصة لفهم عميق واقتراب نادر من الأردنيين ليؤسس الأردن مرحلة جديدة تتطلع إلى مئوية ثانية تحمل فرصاً ووعوداً كثيرة، من أجلها تتجدد البيعة على الدوام وتصبح جزءاً من العقيدة الوطنية في الأردن.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF