خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

برحيلك أشعر باليتم ثانية يا «أبا سامر»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالحافظ الهروط

يفقد الأردن رجالاته الفارس تلو الآخر، حتى إذا ما غادر فارس استعصى علينا القول «كلما ترجّل سيّد قام سيد».

أمس، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي الحزن الأردني، برحيل رجل العقل والفكر والعسكرية، الدكتور عبد السلام المجالي، رجل الحرب والسلام، وهو الذي اختلفنا معه، فشنّينا عليه الهجوم، إلا أنه ظل كاظماً أسراره لأمور، ربما لم نعلمها، مع أننا كلما اقتربنا منه، عرفنا أن الطبيب «أبا سامر»، كان أدرى بما نعانيه من علل.

دخلت ذات يوم مكتبه في «رئاسة الجامعة الأردنية» لطلب قرض طلّابي، فأعطاني وصايا، ومنها تعلمت الدرس الأول، كيف تكون طالباً جامعياً، وكيف تكون مواطناً منتمياً، وأن هذا الوطن ولد من رحم المعاناه.

ولا أدري كيف كنت محظوظاً، وأنا أرفع سماعة الهاتف من صحيفة «الرأي» لأتصل بمنزله، مخاطباً إياه عشية سفره رئيساً للوفد الأردني المفاوض في عملية السلام «أنا أحد أبنائك خريجي الجامعة الأردنية، الأردن أمانة في عنقك يا والدي، والعدو الذي ستجالسه بعد أيام، عدو لا ثقة به، ولا يؤمن بمواثيق فكان ردّه «أننا نفاوض من مبدأ الحق، والحق لا يُهزم مهما طال الزمن وامتلك الباطل من قوة».

وتابع قوله، بلغته الفصيحة التي عرفه بها كل من تحدث معه «عملية السلام ليست فقط، مفاوضات، هي ايضاً عملية إعلام، وكيف يدير الأردن هذه العملية.. اطمئن يا إبني».

ما التقيته منذ كنت طالباً بالجامعة أو موظفاً، وحتى امتهاني الصحافة، وفي كل مناسبة، اجتماعية كانت، أو ثقافية أو صحفية، إلا وخاطبته، بكلمة » والدي» فقد كان يشعرنا بإبوته الحقيقية في «اللقاء المفتوح» الذي حرص على تنظيمه شهرياً مع طلبة الجامعة، وكذلك في اللقاءات التي أتاحتها لنا تلك المناسبات.

ولعل اللقاء الأخير الذي جمعني معه في جمعية الشؤون الدولية التي أسسها فقيد الأردن، المجالي، هو أكثر اللقاءات التي تأثرت بها، حين سألته» كيف تصف الشهيد وصفي التل، وكيف نهض الاردن وقد قال المتنبي:

"لا خيل عندك تهديها ولا مال **

فليسعد النطق إن لم يسعد الحال

وكيف يمكن أن نصلح الوطن"؟

فأجاب «وصفي رجل استثنائي، لن يأتي الأردن بمثله، وربما لزمن طويل، أما إصلاح الوطن، فليصلح كل منّا نفسه».

والدي، يحتضنك تراب الوطن الغالي، ليتقبل الاردنيون عزاء محبيك وكل من عرفك من عرب وعجم، مثلما أُعزي نفسي بنفسي، وقد عزّ عليّ أن لا أكون مع تلك الجموع المشيّعة، ذلك أن الغياب عن الوطن، جزء من الغياب عن الحياة..

هكذا علّمتنا.. يرحمك الله..

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF