خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

سلاح الإنقراض الشامل!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان

خلق الله الكون بتوازن دقيق، فيه عدد هائل من الكائنات الحية المختلفة يقدر بنحو تريليون نوع على الأرض، أي مئة مليار نوع حسب الدراسات العلمية، وهذا العدد أكبر بكثير مما تصوره علماء التطور، وفي جسم إنسان واحد يوجد أكثر من 100 تريليون خلية بكتيرية. وتتعدد الفوائد التي تنتج عن التنوع البيولوجي والكائنات الحية، ومن هذه الفوائد ضمان بقاء الحياة على وجه الأرض وتجدد دورتها، وتوفير المواد الخام المستخدمة في الإنتاج والاستهلاك.

«وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» (النور: 45).

يتجاوز عدد السكان على الكوكب حاجز ٨ مليارات نسمة، لكن باقي أشكال الحياة على الأرض تواجه الانقراض. لأن الانسان دمر ثلثي الغابات على الكوكب، ونصف الشعاب المرجانية حول العالم، ما دفع بأكثر من مليون نوع نحو حافة الإنقراض، وأصبح خطر البشرية على الكوكب بمثابة «سلاح انقراض شامل».

تتعدد أو تتشابه بعض خصائص الكائنات الحية، وتختلف في الأخرى، وميز سبحانه وتعالى كل كائن من هذه الكائنات بمميزات خاصة، وذلك هو السبب الأساسي في تنوع خصائص الكائنات الحية، كما كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه بالعقل، فسخر كل الكائنات لخدمته.

إن أي إخلال بتوازن الكون يلحق ضررا فادحا في الحياة على كوكب الأرض، ويمكن ملاحظة ذلك في التغير المناخي الذي يعصف بالعالم، وتعقد لأجله مؤتمرات قمة دولية «مؤتمرات المناخ»، وتتراكم التوصيات الضرورية للحد من انبعاثات غازات الدفيئة دون أن تنفذ.

وترتفع درجة حرارة العالم حاليا بشكل أسرع من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، وبمرور الوقت تؤدي درجات الحرارة المرتفعة إلى تَغيُّرات في أنماط الطقس، واضطرابات في توازن الطبيعة المعتاد. وهو ما يشكل مخاطر عديدة على البشر وجميع أشكال الحياة الأخرى على الأرض. واذا استمر عبث الانسان بالحياة بهذا الشكل، فإن العالم سيواجه نكبات وكوارث يصعب السيطرة عليها.

بعد سنوات من الحملات والضغط المكثف في مختلف أنحاء الكوكب، توصلت دول العالم خلال مؤتمر عقد خلال الاسبوع الماضي بمدينة مونتريال الكندية إلى اتفاقية عالمية جديدة من أجل الطبيعة، بدعم من نحو ٣ ملايين و٣٠٠ ألف شخص بينهم عشرات المشاهير، وقعوا عريضة للمطالبة بحماية نصف الكوكب،بمبادرة من منظمة «آفاز» التي تضم نحو 70 مليون عضو.

تتضمن هذه الاتفاقية العمل لحماية وحفظ ما لا يقل عن ٣٠٪ من مساحة الكوكب، وزيادة التمويل من أجل الحفاظ على التنوع البيولوجي بمليارات الدولارات، وإشراك مجتمعات الشعوب الأصلية في جميع الخطط الرامية إلى إنقاذ الحياة على الأرض. وهي أقل من طموح العلماء الذين ضغطوا لحفظ نصف مساحة الأرض، ومن أجل الحصول على تمويل أكثر مما قُدم، ورغم ذلك تمثل الاتفاقية الحالية خطوة هائلة نحو الأمام، وقد تشكل نقطة تحول مفصلية بالنسبة لمستقبل الحياة على كوكبنا.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF