خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مؤتمر بغداد وترتيب الأولويات

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا

أن تجلس الأطراف التي وضعت ثقتها في الأردن وقدرت جهوده من أجل العمل من أجل عراق جديد يستطيع أن يستعيد دوره السياسي والحضاري، إقليمياً ودولياً، أمر على قدر كبير من الأهمية، إلا أن الخطابات التي توالت في المؤتمر الذي يرعاه جلالة الملك عبد الله الثاني، أظهرت أن الكثير من العمل من أجل بناء الثقة ما زالت تتطلبه المنطقة من أجل الوصول إلى تفاهمات من أجل تحقيق تعاون وشراكة تحتاجهما المنطقة، ودولها وشعوبها.

يستدعي الحديث الملكي في افتتاح المؤتمر فكرة وضع أهم الأشياء أولاً، والسعي إلى تجاوز المواضيع التي أصبحت جزءاً من الماضي ومن المعلوم من الدين بالضرورة، مثل ضرورة نبذ العنف ومكافحة الإرهاب، فهذه مسلمات يجب أن لا تكون موضوعاً للمساومة السياسية، ولا محلاً للتفاوض، وينتقل الملك بصورة واقعية إلى الحديث عن مستجدات تؤثر بصورة عامة على استقرار المنطقة، ويمكن أن تفتح باباً لمزيد من الصراعات وسوء الفهم، ولذلك فالخطاب لا يتوقف عند ظواهر الأمور، ولا تحاصره النتائج بقدر ما يبحث عن أرضية صلبة من أجل تأسيس الظروف الموضوعي? للتعاون والشراكة في المنطقة، لا أن تبقى مجرد شعارات للاستهلاك المحلي.

المسؤولية في المنظور الملكي تتركز في اتجاه الشعوب التي يجب أن تلمس آثاراً إيجابية للحراك السياسي في المنطقة، فمعالجة قضايا الفقر والبطالة هي التي تخفف التوتر والاحتقان، وتمكن من بناء مجتمعات منيعة لا يجد الفكر المتطرف مكانه في صفوفها، كما يجب عدم القفز تحت وطأة الشعارات عن السلام العادل الذي تتأمله شعوب المنطقة من أجل الثقة المتبادلة التي يمكن على أساسها المضي قدماً في الطموحات تجاه مستقبل أفضل للمنطقة.

وفقاً لمنهجه الصريح والمباشر، يضع الملك الجميع أمام مسؤولياتهم مواجهة تحديات راهنة لضمان عدم انزلاق المنطقة في فصول جديدة من الارتباك والتشويش، وبحيث لا تشتت القضايا التاريخية والخلافية قيادات المنطقة عن أمور جوهرية وملحة يمكن أن تترك آثاراً سلبية مع الوقت في حالة إهمالها أو التغاضي عنها وتركها تتدحرج ككرة الثلج، ويلخص الملك ذلك في تحديات الأمن الغذائي والمائي والصحي، بالإضافة إلى الحاجة لتأمين إمدادات الطاقة وسلاسل التوريد والتعامل مع تداعيات التغير المناخي.

جاء المؤتمر في توقيت حرج وظروف وملابسات معقدة، ومع ذلك، فالثقة في الأردن وقيادته وقدرته على العمل من أجل تحويل المكتسبات التي تحققت خلال المؤتمر تظهر جلية وواضحة، فالأردن يمثل العمق العربي الوثيق والتاريخي للعراق، ويمكنه التواصل بإيجابية مع جميع الأطراف، وإذ يغادر المشاركون بعد اختتام أعمال المؤتمر، فإن الأردن، ومن خلال مكانته الإقليمية، والاحترام الذي يبديه الجميع لجلالة الملك ودوره، سيتفرغ لكثير من العمل من أجل بلورة مدخل عملي لترجمة التوافقات في المؤتمر إلى مكتسبات من أجل شعوب المنطقة، وخاصة الشعب العرا?ي الذي يتطلع لدولة حديثة ومستقرة وقادرة على أداء دورها محلياً وإقليمياً ودولياً بما تستحقه ويليق بالأشقاء في العراق.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF