خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الوصاية الهاشمية على القدس والمباركة الملكية لوقفية المصطفى

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا يتوازى مع الاحتلال المادي لمدينة القدس الشريف، احتلال معنوي آخر تعززه السردية الإسرائيلية التي تسعى إلى تهويد المدينة المقدسة وتدفع أمام العالم بروايات تحاول استعادة التاريخ المفترض الذي يقدمه الجانب الإسرائيلي في نسخته اليمينية المتطرفة ومحو التاريخ الإسلامي والمسيحي للمدينة المقدسة.

في وسط ذلك، تقف الوصاية الهاشمية بوصفها جداراً منيعاً يمتلك الصفة الشرعية والقانونية في مواجهة المطامع الإسرائيلية، ولتعزيز هذه الوصاية فإن الدبلوماسية الأردنية تسعى على الدوام لتقويض أسس الدعاوى التي تحاول طمس هوية المدينة الإسلامية والمسيحية، كما وتشدد الدولة الأردنية على ضرورة الحفاظ على مرتكزات هذه الوصاية من خلال دعم المؤسسات الراعية للمقدسات الدينية في المدينة، وتأتي وقفية المصطفى التي بارك انشاءها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين لتكون حصناً متقدماً أمام المحاولات الإسرائيلية التي تتصاعد مع تراجع معسكر السلام لمصلحة التيارات اليمينية المتطرفة.

الوقفية مشروع مبارك يهدف إلى التأكيد على الهوية الإسلامية للمدينة ولجميع القيم التي حملها الإسلام بوصفه رسالةً حضاريةً جامعةً، وتوطيد الوجود العربي من خلال المحافظة على القرآن الكريم وتراث قراءته وحفظه بين أبناء القدس، ويستكمل قرابة الأعوام المئة من الوصاية الهاشمية التي بدأت باستيداع المدينة طرف الهاشميين وزعيمهم الشريف الحسين بن علي ليكون أول الوصاة على المدينة التي وقعت في صميم الصراع العالمي على المنطقة والوعود التي أطلقت لمنح اليهود وطناً قومياً يتجاهل وقائع التاريخ والجغرافيا في المنطقة.

هذه الوديعة الغالية توارثها الهاشميون على الرغم مما تعنيه من مسؤوليات جسيمة، وكان الشعب الأردني الذي تخير الهاشميين وبايعهم من أجل تأسيس دولة عربية حديثة ملتزمةً بقضاياها القومية وفاعلةً في جهود توحيد كلمة الأمتين الإسلامية والعربية، يقف وراء قيادته للمحافظة على هذه الوصاية وتأكيدها وتعزيزها على الرغم من الهجمات المتتابعة التي يرعاها اليمين الإسرائيلي، ولتغيير واقع المدينة.

ينظر الأردنيون بكثير من الفخر والاعتزاز لدورهم في القدس، وفي دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، ولما يؤديه الأردن من دور في المحافظة على المقدسات الإسلامية والمسيحية ورعايتها، ويشكلون بإيمانهم القومي والعروبي وتمسكهم بالإسلام ورسالته الحضارية أساساً لمقاومة عمليات التسوية المنحازة والجائرة ضد الفلسطينيين، ويتعزز ذلك الدور بالمكانة التي يتسنمها الملك عبد الله الثاني بوصفه عميداً للأسرة الهاشمية التي ورثت الشرعية الدينية عن النبي العربي الأمين - صلى الله عليه وسلم - والشرعية العربية من خلال وقوفها بجانب قضايا الاستقلال والسيادة في جميع أرجاء الوطن العربي.

الوقفية في القدس تتجاوز دور المؤسسة ذات الطابع الديني، فهي تدعم عملياً صمود أهالي المدينة الذين يتعرضون إلى عملية ممنهجة من تضييق سبل العيش أمامهم، وتحويل حياتهم اليومية إلى معاناة مستمرة تجاه دفعهم لخيارات الرحيل عن المدينة، وهو الأمر الذي يتصدى له الأردن بكامل دعمه ومساندته، ولذلك يتوجب على مختلف الفعاليات الوطنية والقومية في الأردن والدول العربية والإسلامية أن تصطف وراء مشروع يأتي تأسيسه في مرحلة حرجة يسعى خلالها اليمين الإسرائيلي إلى تسخين المشهد بما يحقق فرصته لتغيير واقع المدينة.

يبقى الدور الهاشمي هو نقطة الارتكاز الأكثر موثوقية وشرعية في خضم صراع متعدد الفصول ومعقد يتداخل فيه المادي والمعنوي، ويبقى الالتفاف الأردني حول هذه الوصاية تعبيراً عن الدور الذي تقوم به المملكة في محيطها العربي والإسلامي، بما يشكل ركناً أساسياً في المكانة الوطنية للأردن.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF