برغم كل التحديات الجسام التي تحيط بالوطن من كل حدب وصوب، من ظروف داخلية وأخرى خارجية أفرزت تداعيات ثقيلة طالت صعد الحياة كافة، يأبى هذا الوطن إلا أن يتقبل هذه التحديات الصعبة والشائكة، ويحولها إلى فرص بفضل إرادة شعبه القوية وعزيمة قائده التي لا تلين.
الأردن الواثق بقدرات قيادته وشعبة سيبقى صامداً في وجه الرياح العاتية التي تتلاطمه من كل اتجاه، برغم كل ما يقابله من ظروف خارجة عن الارادة ومؤمرات تحاك هنا وهناك لقاء مواقفه الثابتة تجاه الامتين العربية والاسلامية، لكنه لم يهن ولم يلن وبقي على العهد كما هو.
تلك هي روح الاردنيين المفعمين بالايجابية والتفاؤل بعيدا عن براثن السوداوية والاحباط والتي لا تبني الاوطان، كما ينبه دوما جلالة الملك عبدالله الثاني في كل مناسبة، ما يشكل حافزاً قوياً للتغلب على كل الظروف الصعبة.
وهذا ما أشر عليه جلالة الملك في خطاب العرش خلال افتتاحه الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة بقوله: «إن الأوطان لا تبنى بالمخاوف والشكوك، والمستقبل لا مكان فيه للمحبطين واليائسين، في رسالة واضحة بأن أردن المستقبل لم ولن يبنى إلا بالعمل الجاد الذي جوهره المسؤولية والتفاؤل والثقة.
هنا يؤكد جلالته أن هذا الوطن لم يبنه المتشائمون ولا المشككون، وإنما تقدم وتطور بجهود المؤمنين به من أبنائه وبناته، وبفضل هذه الجهود يمضي هذا الحمى نحو المستقبل بكل ثقة وعزيمة.
لم تأت العزيمة الأردنية وليدة الصدفة أو اللحظة، بل بشعب وقيادة امنت أن المستحيل ليس اردنياً، وان الإحباط والاستكانة ليس في قاموسنا، بل على العكس قبول تحدي كافة المخاطر والصعاب، بإيمان وحرفية واقتدار، أوصلت الوطن إلى بر الأمان.
قالها جلالة الملك فلنلتقط الإشارة وننبذ كل محبط متشائم بين ظهرانينا، وأن نتسلح بالعزيمة والأمل ونبني وطننا الأعز كما نريده إنموذجًا يحتذى في الإقليم والعالم، تقوم ركائزه على التشارك والتكامل والبناء الحقيقي الذي يعود بالخير على الوطن وابنائه.
الأردنيون وعلى الدوام لم يرضخوا للتحديات والضغوطات برغم قساوتها، بل على العكس لطالما أعينهم ترقب المستقبل بكل تفاؤل وأمل، بأن الفرص تولد من رحم التحديات، مؤمنين بأن القادم أفضل، وأن المستقبل المشرق الذي نتوق له قادم لا محالة.
وطننا الأعز سيبقى شامخاً قوياً رغم كل التحديات، متسلحاً بأبنائه المخلصين الغيارى الذين لا تلين لهم قناة، ديدنهم العمل الجاد والاجتهاد والمثابرة والصبر، سلاحهم العزيمة والإرادة الحقيقية، وقائد ملهم نستمد منه الثقة والقوة والحافز.
ختاماً، علينا أن نتجاوز الإحباط والسوداوية وننبذ كل ممتهن لها، ونتسلح بالأمل والتفاؤل الممزوج بالثقة وهذا عهدنا بابناء الوطن وقيادته، والتي كانت وستبقى حتماً نهج عمل وحياة وصولاً للأردن الأنموذج..