لا يرضي أحد ما نعيشه من حالة تعصب رياضي مقلقة تخرج عن إطر الروح الرياضية وجوهرها، وتلقي بظلالها السلبية والخطيرة على النسيج الاجتماعي والأمن المجتمعي، تحريض وخطاب كراهية طغيا على المشهد الرياضي مؤخراً والوطن الخاسر الأكبر.
ما نشاهده ونسمعه من سلوكيات غير لائقة من قبل البعض كلما أقيمت مباراة فنرى حربا مستعرة ميدانها الفضاء الإلكتروني تستمر قبل وبعد الحدث الرياضي، ما يتطلب على المعنيين إيقاع أقسى العقوبات وأشدها بحق هؤلاء الأشخاص غير المسؤولين.
لا أستطيع أن أتخيل حجم هذا العبث والهراء الذي يبثه هؤلاء دون الالتفات إلى تبعاته على المجتمع والوطن، لكن هذه السلوكيات تحتاج لوقفة تأمل بالبحث بأسبابها ووضع الحلول لوقف مثل هذا العبث، الذي لن نتخلص منه دون البحث في المغذيات والدوافع وهل هي مفتعلة ومقصودة وهل من أطراف تقف وراءها.
لا نذيع سراً أن هذه السلوكيات والمشاهد خطر يحدق بالأمن المجتمعي، وينخر بالنسيج الوطني وله كلفه الباهظة على الدولة، لذا علينا التحرك وبسرعة واستنفار كافة طاقاتنا وإمكانياتنا على المستويين الرسمي والشعبي، ونعلنها حربا بلا هوادة على كل من يقوم ويغذي ويشجع على هذا التعصب الرياضي الذي لا يمت للتشجيع الصحي والإيجابي بصلة.
من حق كل شخص أن يشجع فريقه ويدعمه بإيجابية، لكن لا يعني ذلك أن نبالغ ونتطرف في هذا، وأن نمتهن التعصب الأعمى الذي يفضي إلى إثارة الفتنة والقلاقل وبث الفوضى بين أبناء المجتمع.
على الجهات المعنية أن تضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إفساد السلم المجتمعي واستهدافه بقصد أو عن غير قصد، فالجميع مسؤول عن تصرفاته وسلوكياته..
يجب أن نضع حداً لهذه الرعونة والسذاجة التي قد تدخلنا في نفق مظلم لا قدر الله، وعلى من يقوم بمثل هذه السلوكيات أن يعي خطورة ومغبة ما يفعل، ويتبين الأبيض من الأسود قبل أن يمارس هذه الأفعال المشينة والخطيرة.
كل يوم نتردد فيه ونتباطئ ستكون الكلف على المجتمع والوطن باهظة ومؤلمة فلا مجال إلا أن نقف بحزم بوجه هؤلاء وعبثهم وندحر خطرهم.. حمى الله الوطن من كل مكروه.
