خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عرار لم يكن حيرانَ بل نحن الحيارى!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة

نعم، عرار لم يكن محتاراً بل نحن الذين لم نزل محتارين في امره وشعره ومواقفه من الحياة، ولم نتوقف قط عن الحديث عنه منذ غادر الدنيا وترك لنا ارثاً حظي بكثير من الرواج الادبي والاحتضان الشعبي مع التحفظ والحذر لدى أوساط بعينها، فلقد طرح في حياته اسئلة عديدة ربما بدت للبعض محرجة حول الكون والناس والأخلاق والمعتقدات وتركها معلقة لمن يريد ان يسبر غورها ولم يتخلَّ عنها حين جبن بعضٌ من اهل زمانه المتفقون معه في الجهر بها، وكان مغامرًا شغوفاً في الاعلان عن حبه وولعه بالنساء ومستعدًا، دون ادعاء البطولة، ان يدفع ثمنا ?غالياً لمغامراته، وكان يحب الفقراء وينتصر للمهمشين تلقائياً فمعهم يحس للحياة بطعم مختلف غير مخلوط بالمنكهات المصنّعة، فمن ذا الذي -حتى اليوم- يجسر على القول:

نَوَرُ نسميهم ونحن بعرفهم منهم وفي عين الحقيقة أنوَرُ

يا هبرُ شعبك بالحياة من امتي اضحى الأحق وبالكرامة أجدر

أنا مثلكم اصبحت لا أرضُ ولا اهل ولا دار ولا لي معشر

وهو القائل عن شيخ النوَر حين استُبعد من قائمة المقابلات الرسمية في تمييز معيب:

الهبر مثلي ومثلك أردني التابعية.

كتب عنه الكثيرون ودرس سيرته وشعره أساتذة اكاديميون متخصصون لكننا نراهم يبخسونه حقه حين يحرجهم ولعه بالخمر وهيامه بالنساء(وليس في أن اقضي ليلة ثملاً بين الخرابيش والندمان من عارِ، وبين الخرابيش لا عمري يضيع سدىً ولا يضيق الهدى ذرعاً بأطواري) أو مخالطته للصعاليك وهجومه على المرابين بنوك ذلك الزمان (كأن الناس عُبدانٌ لدرهمهم وتحت إمرتهم نص القوانين، يا رهطَ شيلوخ من يأخذ بناصركم يجني على الحق والاخلاق والدين، فما أنا راجع عن كيد طغمتكم حفظاً لحق «الطفارى» والمساكينِ)، وعرار الطارح لأبسط الأسئلة لكن أثقلها في ?زّ وجدان الاردنيين على مدى عقود كانت:(مالي وللناس من كفري وإيماني؟ مالي وللناس من حبي مكحّلةً بين الخرابيش أهواها وتهواني؟)

في آخر ندوة حضرتها الشهر الماضي بعنوان «عرار.. قراءة جديدة» في منتدى عبد الحميد شومان الثقافي تحدث اساتذة كبار كزياد الزعبي عن الجانب السياسي عند عرار وقال: ان ٨٠٪ من وثائقه ضاعت وهي تتعلق بالدولة الاردنية، وكيوسف البكار عن الرسائل الثماني التي ارسلها مصطفى وهبي التل الى المعارض السياسي الاردني في دمشق الدكتور محمد صبحي أبو غنيمة، وكمحمد عبيد الله عن انحيازه للمهمشين، ومعارضته لبريطانيا والصهيونية، وبالنسبة للغة العربية فقد خالف الفراهيدي! وقالت الباحثة ايمان الكيلاني: لقد اختار بين الثروة والثورة وعُرف بإ?داء النصح للأمير.

وبعد.. ما زال الكثيرون يخشون الحديث عن عرار وكأنه لم يبرح خيام العشيرة، والمجتمع مازال متصلباً لم ينضج، وقانون الدفاع مازال مفروضاً منذ مئة عام، ترى متى تكون لنا بعض شجاعة عرار؟!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF