كثيرة هي قصص النجاح والابداع التي تزين أرجاء الوطن ولنا أن نفاخر بها العالم طالت جميع صعد الحياة، فنماذج النجاح برغم كل التحديات والظروف نجدها حاضرة في كل مكان وزمان في وطننا الاعز.
حقيقة دامغة ان النجاحات ان توفرت الارادة والعزيمة لا يقف في وجهها اية عقبة، وواقع جميل مليء بالفرحة الغامرة عندما يخرج التميز والتألق، وتولد الفرص من رحم المعاناة والتحديات، وهذا ما نجده في ابناء وطننا.
لا نبالغ عندما نقول ان الوطن مليء بالكفاءات والابداعات التي سطرت النجاح تلو الاخر بسواعد اردنية مؤمنة بأن التحدي يولد العزيمة والارادة التي تكون سبيل النجاح والانجاز برغم كل المثبطات التي تعيق حركة التطور.
نستحضر هنا قصص النجاح الباهرة والمفاجئة بذات الوقت والتي حققها بعض طلبة الثانوية العامة بالحصول على معدلات مرتفعة خالفت الواقع،طلبة تفوقوا على انفسهم وتجاوزا كل صعب وطوعوا التحديات من عائق الى ارادة صلبة شكلت طريقتهم الخاصة لصنع الانجاز والتفوق.
حقيقة ترفع القبعات لمثل هؤلاء الذي لم يتوفر لهم أدنى المتطلبات التي يحتاجه طالب الثانوية العامة، ولا وسائل تعليمية وتدريسية مساعدة،يتوازى معها تحديات معيشية قاهرة وصعبة،غير أنهم اثبتوا للجميع انهم مبدعون بالفطرة،ومنحونا درسا واقعيا بان الارادة والعزيمة تصنع الابداعات.
ليست قصص نجاح طلبة التوجيهي وحدها بل آلاف قصص النجاح التي تزين جبين الوطن بمختلف ارجائه طالت كافة القطاعات وابطالها من مختلف الفئات العمرية،رسموا فسيفساء التألق والابداع برغم كل التحديات القاهرة.
من هنا يجب ان نبني على هذه التجارب وان نأخذ الدروس المستفادة وان تكون نبراسا لاجيال المستقبل بأن ابناء الوطن قادرون برغم كل العقبات والتحديات التي تواجههم من ضعف الامكانات والفقر والبطالة والتحديات المعيشية والاقتصادية التي يواجهها الوطن.
الرسالة المهمة التي نلتقطها من كل قصة نجاح هنا او هناك، ان الاحباط والاستكانة للظروف الصعبة وان نبقى اسيرين للعقبات لن تجدي نفعا, بل على العكس ان التحديات يمكن ان تولد النجاحات المتعددة كل باختصاصه وبقطاعه عبر توفر الارادة والعزيمة لتجاوز كل عقبة.
علينا ان نفكر جليا ونتمعن كثيرا بهذه التجارب وان نأخذها كنماذج تحتذى يمكن تطبيقها وتعميمها على كافة الجوانب الحياتية على الصعيدين الرسمي والشعبي لنكون معاول بناء لهذا الوطن الاعز ونعينه على تجاوز التحديات الكبيرة التي تحاصره من كل اتجاه.
نحن لا نبالغ او نتطرف بالرأي بان قصص النجاح كثيرة والوطن غني بها، وبامكاننا ان ننظر الى محيطنا الصغير والكبير حتما سنجد الافا منها مطلعين على تفاصيلها عن كثب،ونحن على يقين انها شكلت انجازا حقيقيا فعلا لا قولا وان الارادة الصلبة كانت وراءها.
إجمالاً، نعي جميعا ما يعانيه الوطن وابناؤه من ظروف صعبة لكن هل سنبقى أسرى للندب والحسرة على ما نواجه ويتملكنا الاحباط ام نبحث عن سبيل يخرجنا من نفق الصعباب والتحديات، متسلحين بالارادة والعزيمة والايجابية والامل بغد مشرق.