د. عبدالحكيم القرالة
مؤلم حد القلق والخطر ما نشاهده من عبثية طالت المشهد العام بالعموم وساحات العالم الافتراضي والسوشيال ميديا على وجه الخصوص، سلوكيات وممارسات غريبة ومريبة تطالعنا كل يوم، محتوى على صورة إشاعات وأخبار مزيفة وتدليس وافتراء من ناحية، وسخف وسطحية من ناحية اخرى.
الجميع مستاء مما يسود عالم التواصل الاجتماعي، اسلوبا وتهافتا، وانتشارا وقناعة بما ينتشر بين هذه الفضاءات من اوهام واخبار خاطئة لا تمت للحقيقة بصلة، لكن الاخطر القناعة التي تسري كالسحر وايمان وقناعة رواد هذه المواقع بما يسرب او يتداول بينها دون اخذ عناء التمحيص والبحث والتدقيق في صدقيتها من عدمها.
لا نذيع سرا عندما نقر وللاسف ان المشهد يبدو مختطفاً من قبل ثلة امتهنت هذا العبث والشطط بقصد وبغايات خبيثة واخرى بغير قصد نتيجة الجهل وغياب الوعي برغم كل حملات الثقيف والتوعية التي هدفت الى اعادة الامور الى مسارها الصحيح ووضع هذا المحتوى موضع التدقيق والاختبار بالبحث في صدقيته وجديته من عدمهما.
الحقيقة التي لا تقبل التأويل ان هذه السلوكيات اصبحت خطرا كبيرا يحاصرنا من كل حدب وصوب، والمرتبط بمسألة استغلال هذا الفضاء بشكل سلبي مريب ومقلق يضر بالصالح العام، لا يعي بالتأكيد رواد هذه المواقع الكلف الكبيرة التي يدفعها المجتمع والوطن نتيجة هذا السخف او ذلك الهراء.
وهنا لا نستطيع أن ننكر بعض الجوانب الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي في تسليط الضوء على بعض القضايا الوطنية وقصص نجاح هنا وهناك، ساهمت بمساعدتها والاخذ بيدها، واوصلت رسائل مفيدة مهمة في كثير من الجوانب الحياتية.
أسئلة برسم الخطر، الى متى سنبقى مكتوفي الايدي حيال ما يجري، وهل سنسمح باختطاف المشهد العام الذي يشوش وينخر النسيج المجتمعي وتطال شرارته الرأي العام المحلي وتنتج تبعات وارتدادات سلبية وخطيرة.
الاجابة الشافية الوافية وبلا تردد اننا بحاجة لدراسة مثل هذه السلوكيات والوقوف على اسبابها وفواعلها والوقوف سدا منيعا في وجهها وان نقضي عليها بالتدرج حتى لا تصل حد الظاهرة التي وان حدثت ستشكل خطرا كبيرا على الوطن ومصالحه العليا.
المقلق بالامر مستويات الجهل والسطحية التي تتصدر مشهد وسائل التواصل الاجتماعي، وهذه ابرز التحديات التي يجب ان نقف عليها ونعالجها فورا بقطع دابر قلة الوعي بالقيام بحملات وحوارات وطنية بمشاركة الخبراء والمختصين وذوي العلاقة حتى ننتشل المجتمع بمختلف فئاته العمرية خصوصا فئة الشباب من براثن هذا الجهل والخطر.
الضرورة تقتضي ان نتعاون رسمياوشعبيا ونشن حرباً شاملة على مثل هذه السلوكيات وعلى ممتهنيها من داخل الوطن او من اعداء الوطن من الخارج الذي يملكون ادواتهم المأجورة بالداخل، علينا ان نتحرك فوراً وبلا تلكؤ لان ما نراه ينذر بخطر أكبر.
ختاماً علينا الاعتراف أن الكثير من أولئك الذين يطلقون على أنفسهم «مشاهير السوشيال ميديا» صاروا يحققون مصالحهم على حساب الوطن ومصالحه العليا، ويبثون سمومهم بين ابناء المجتمع، والمصيبة الأكبر أن لهم روادهم ومتابعينهم من حزب الخبثاء والجهلة، علينا أن نبدأ معركتنا ضد هذا الشطط والخبث والسخف على الفور وبلا تردد، لأن الجميع خاسر، حمى الله الوطن من كل شر.