تأتي قمة العلمين التي عقدت قبيل أيام في مصر الشقيقة بين قادة اربع دول عربية بمشاركة جلالة الملك عبدالله الثاني في سياق سلسلة من اللقاءات المتعددة الاطراف التي تفرضها الضرورة الملحة في ظل ما تواجهه الأمة العربية من تحديات أنتجتها مستجدات اقليمية ودولية.
التحديات السياسية والامنية والاقتصادية التي تواجه الأمة العربية، تستدعي التعاون والتكامل لمواجهتها، وهذا لا يمكن أن يجسد واقعاً في ظل العطب الذي أصاب النظام الإقليمي العربي، في ظل غياب التنسيق المشترك بين مختلف الدول العربية.
هذه اللقاءات العربية–العربية تسعى للتحاور والتشاور في مختلف القضايا المشتركة والمستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية والتي تلقي بظلالها على الدول العربية وتطال جميع صعد الحياة، ما يؤشر على أن مثل هذه اللقاءات والقمم قد يكون لبنة أساسية في مسيرة إعادة احياء النظام الإقليمي العربي.
القادة العرب يجدون في مثل هذه اللقاءات باهميتها المتفاوتة على الأرض فرصة لاحياء النظام الاقليمي العربي وما لحق به من ضعف وفشل في فترات كثيرة بفعل أسباب داخلية وخارجية أنهكته وأخرجته خارج نطاق الخدمة.
الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني لطالما يشدد على ضرورة تعزيز التنسيق العربي المشترك، والعمل على إقامة اجتماعات قمة عربية للبحث في كل مستجد وتحد يواجه الأمة وقضاياها، في إطار من التكامل والتشارك المفضي للفائدة المرجوة.
لا ينكر أحد ما يعانيه النظام الإقليمي العربي من تشتت في الجهود والرؤى والأفكار ساهمت في إضعاف القضايا العربية، وعمقت من التحديات التي تواجه الدول العربية في مختلف جوانب الحياة، في ظل غياب التنسيق وتوحيد المواقف.
المطلوب اليوم أن يعود النظام الإقليمي العربي إلى سابق عهده وقوته، من خلال الكثير من المبادرات القادرة على احياء هذا الدور المحوري والرئيسي في ظل مصير واهداف ومخاطر مشتركة يواجهها العرب في ظل تحولات اقليمية ودولية تطال ارتداداتها الجميع.
في قمة العلمين وغيرها من الاجتماعات المتكررة التي جمعت قادة عرب على طاولة البحث والتشاور قد تكون منهجا عمليا وسبيلا ناجحا لإعادة احياء دور النظام الإقليمي العربي وقدرته على احتواء وتجاوز مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية.
الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني كان وعلى الدوام ينبه إلى ضرورة تفعيل وتعزيز التعاون العربي المشترك، باعتبارها الأساس في تجاوز التحديات عبر الوقوف على أسباب التحديات واجتراح حلول عملية من شأنها تجاوز كل ازمة ضمن اطار شمولي وتكاملي قائم على الوقوف جنبا الى جنب ويد واحدة في وجه كل خطر.
اجمالاً، الكل على يقين ان الارتقاء بالامة وتجاوز كل المخاطر المحدقة، لا يمكن ان يكون الا بالعمل العربي المشترك القائم على اعلاء قيم التكامل الحقيقي الذي حتماً سيعين الدول العربية على تجاوز المخاطر المحدقة بكل اقتدار شريطة الاشتباك الايجابي من الجميع مع قضايا الامة.