في خضم ما يعانيه الأردن من تحديات جسام تحيط به من كل حدب وصوب خلفتها أزمات إقليمية ودولية، فضلاً عن ارتدادات وباء كورونا السلبية التي ألقت بظلالها على جميع الدول, ووضعتنا أمام مستويات خطيرة من اشتداد الأزمات خصوصاً الاقتصادية منها.
لا يخفى على أحد أسباب ومغذيات الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الوطن منذ سنوات تزداد سوءاً عاماً بعد عام في ظل عوامل خارجة عن الإرادة أوصلتنا إلى هذا الحال الصعب، والذي يتطلب وقفة جادة، وإرادة قوية باجتراح حلول ناجعة تخرجنا من هذا المأزق.
واقع الحال يتطلب من الجميع على الصعيدين الشعبي والرسمي أن يتسلحوا بالإرادة والوعي والتفاؤل، وصولاً لتكون الثقة بقدرة الأردنيين على تجاوز المحن والتحديات ثابت راسخ، أساسه عزيمة قيادة وشعب لا تلين.
الازمات التي عصفت بالإقليم وما زال بعضها مستمرا وحالة الفوضى التي تشهده المنطقة بين الفينة والاخرى أوصلتنا في مراحل كثيرة إلى طريق مسدود ممليء بالعقبات والتحديات التي زادت أوضاعنا سوء والمعضلة الجوهرية انها خارجة عن سيطرتنا.
الاردن وعلى مر التاريخ واجه ازمات وتحديات مفصلية وخطيرة وكانت الشكوك تراود الجميع باستحالة الخروج منها بسلام وامان، غير أنه تجاوزها بكل اقتدار بفعل الارادة الصلبة والقوية التي كانت ديدن القيادة والشعب، شكلت سبيلا ناجعا لتجاوز مختلف الصعاب، بحنكة ووعي.
نحن اليوم نعيش أوضاعا اقتصادية صعبة والحال الذي آل اليه اقتصادنا الوطني مقلق ومعقد، ما يتطلب ضرورة إجادة الاشتباك الايجابي مع هذه الظروف الاستثنائية كما كان الأردن على الدوام بنجاحه في تدارك الأزمات التي واجهها على مدار عقود.
وهنا نحتاج الارادة الحقيقية المؤمنة بقدرات الاردنيين لتحويل التحديات الى فرص، والعزيمة التي لا تلين ولا تنكسر برغم كل ما يواجهها، قوامها التشارك والتكامل والعمل الجاد المبني على القناعة والتفاؤل باننا قادرون تحقيق المراد، فكما فعلناها مراراً وتكراراً، لنكن على قناعة أننا سنتجاوز هذه المحنة.
المطلوب اليوم أن نستنفر كل عزائمنا وقوانا وأدواتنا التي ستكون سلاحنا النوعي في إدارة هذه الأزمة مهما كانت حدتها ودرجة تعقيدها، فإرادتنا قادرة على النهوض بالوطن وحمايته والحفاظ على منجزاته والسير به نحو افاق المستقبل المشرق.
يقولون الحاجة ام الاختراع والفرص تخلق من رحم المعاناة، وهذا ما كان عليه الأردنيون على الدوام في مختلف مراحل الدولة منذ نشأتها، كان الإنجاز والتفوق وتخطي الظروف الصعبة بسلاح الإرادة والعزيمة نهج عمل ناجح مثل سداً منيعاً في وجه كل الظروف الاستثنائية والطارئة التي عاشها الوطن.
ختاماً الظروف الصعبة، وشح الموارد والامكانيات واضحة للجميع، والظروف الإقليمية والدولية وارتداداتها علينا ثقيلة، والامل بتجاوز التحديات كبير، مسنود بارادة حقيقية وقوية، فعلينا ان لا نستكين او نسمح للاحباط ان يتملكنا، وأن نكون على يقين اننا قادرون - بإذن الله - على تجاوز المحنة كما سابقاتها..