خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

قصتي مع الرأي

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالحافظ الهروط

لا أذكر اليوم الذي دخلت فُيه الرأي لأول مرة، وفي اليوم التالي كنت على رأس عملي، ولكن كنت طالباً في الجامعة الاردنية وعلى عتبة النصف الثاني من عقد الثمانينيات.

أجزم أن الرسالة التي كتبتها على ورقة صفراء وبخط جميل وبعبارات تدمي القلب، ووضعتها في «بطن ظرف أبيض» وسلمتها للأستاذ نظمي السعيد، كان لها وقع شديد على نفس رجل، قلبه بحجم جسمه الضخم.

سارت الأيام ثقيلة على طالب يواصل دراسته وعمله صباح مساء، ولم يعلم الا بعد أشهر أن المكافأة التي كان يتقاضاها هي من جيب هذا الرجل العظيم، وليست من خزينة الرأي، فامتنعت عنها، رغم إصراري على مواصلة العمل.

ذات يوم، وفي قسم المونتاج، التفت إليّ الأستاذ عبدالوهاب زغيلات ليسألني إذا ما أتقاضى مكافأة من الصحيفة، فأخبرته بما حدث، ولم أعلم إلا في اليوم التالي وقد طلب من رئيس التحرير الأستاذ محمود الكايد بتعييني بمكافأة ٥٠ ديناراً أسوة بزملاء يعملون في الداخل والخارج، فوافق «أبو عزمي» موشحاً الكتاب بقلمه الأخضر.

ما بين الدائرة الرياضية والدوائر الأخرى، تسللت الى صفحاتها بمقالات ومحاولات وبـ«يا سامعين الصوت» وبأخبار متنوعة، شجعني عليها الأساتذة هاشم خريسات واحمد كريشان وعبدالله حجازي، رحمه الله، وآخرون.

ولاعتزازي بالصحيفة، أخذني زهو الشباب، لأطلب من الزميل العزيز، الخطاط البارع عدنان القماز، بتخطيط اسم الرأي و«اللوغو» الذي تحمله، على حقيبة شفافة أضع فيها دفاتر محاضراتي، حتى اذا ما شاهدها طلبة الجامعة وركاب باصات «الكوستر» التي تقلني من الجامعة الى هذه المؤسسة، عرفوا أنني أعمل بها.

لقد كسبت ثقة الأساتذة والزملاء على السواء، مع أن طبيعة العمل عادة ما تحدث النزق، هنا وهناك، ولكن الاحترام والتنافس النبيل، كانا نهج العمل في صحيفة يطلب ودها كل المسؤولين على اختلاف مواقعهم ونفوذهم، وكل الجهات في القطاعين العام والخاص.

الحديث عن مناسبات «عيد الرأي» يصعب الإحاطة به، ولأن كل مناسبة للصحيفة، عادة ما تطفح بها مقالات الزملاء والمعجبين فيها خارج صرحها، والتهاني بالكلمات والإعلانات والحضور الشخصي الى مكان الحفل أو مبنى الرأي، هو حضور شخصيات (من الوزن الثقيل) لا يقل عن حضور الاحتفال بأي مناسبة وطنية.

أما أنا، فقد كان احتفالي يغلب عليه مقال في زاوية «منبر الرأي» أو «يا سامعين الصوت» أو «مغناة» تكون مع مقالات المحتفلين، ومنها كم كان شعوري بالزهو والخجل معاً.

تفاجأ الزملاء بالدائرة الرياضية، بصوت الأستاذ الكايد ومعه الأستاذ زغيلات «يا ابو السعيد» وقد دخل حاملاً «ورقة خرطوش» عرفت انها لي، وقال: «أنا جيت استسمح من الهروط، لتعديل كلمة بدل كلمة من (موّاله) وأشار بقلمه الى تبديل (مرار ومر - حلاوة ومر)»، فأخذتني العزة بالإثم، ورددت عليه بتمسكّي بما كتبت، فأخجلني بعبارة » أنا أمون عليك».. يا الله كم كان أبو عزمي كبيراً.

أستذكر كل يوم مواقف لأسرة الرأي وكيف كانت في عملها واحتفالها، وأحسب أن الرأي، هي الوطن والعمر، معاً.

في عيدها الـ ٥١، لا أقول «تمرض الرأي ولا تموت» بل أقول: عندما تمرض الرأي، يمرض الإعلام الأردني برمته، والسؤال: إلى متى تبقى الرأي على حالها اليوم «يا سامعين الصوت»؟!

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF