خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

رمضان شهر البداية الجديدة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د.اسمهان ماجد الطاهر

أقبل شهر رمضان، زخماً كبيراً في تبادل التهنئات والتبريكات، آلاف الرسائل التي تحمل في طياتها الدعاء بأن يعم الخير والفرح والبركة والسلام وطمأنينة الروح.

وفي غمرة تلك الرسائل نتذكر من فقدنا ونرسل لهم الدعاء والأمنيات الطيبة بأن نلتقيهم يوم الدين بضيافة الديان العظيم الحق في الجنة.

طرود الخير تتحضر وتنتشر برغبة إيمانية وحماس كبير، حتى أنك تتساءل ألم يكن المساكين بحاجة لكل ذلك الخير قبل رمضان، ولكن تستدرك بأنه شهر الخير، والكل يريد الزيادة في الأجر ورضا الله عز وجل، فتشكر الطيبة والعطاء، ونوايا الخير.

شهر الخير فرصة لكل إنسان ليقوم بجرده حساب لما قام به طوال السنة، هو فرصة للتذكر، كيف عشت العام! هل ظلمت أحداً، كمْ مرة جلست مجالس الغيبة والنميمة، هل استغليت ظرف أحد، هل كذبت، هل تآمرت على إيذاء أحدهم!

هل تحترم الأدوار التي قمت بها في الحياة، هل أنت راض عن نفسك؟!

لكي تصفي روحك عليك الإجابة على تلك الأسئلة بنزاهة وصدق كبير. حاسب نفسك قبل أن تحاسبا.

هو شهر التفكر والروحانية. فكر بالدنيا كدار ممر لا مستقر، هي لا تستحق أن تحمل أكبر من قيمتها... فلا داعي لكل ذلك الصراع والخداع والمواقف العجيبة، وكل الحروب النفسية التي يفتعلها البشر لإيذاء بعضهم البعض دون إدراك بأن النهاية واحدة للجميع، مهما تعاظمت المكاسب والعطايا والانتصارات.

في رحلة الحياة، هناك ميزة واحدة أننا لا نعرف متى النهاية، لذلك نعيشها بشغف، ومع أدركنا بأن الإنسان خلق في كبد، تزيد قدرتنا على الصبر والاحتمال.

يبذل البشر الكثير من الجهد للعيش ومواجهة التحديات الصعبة التي تواجههم بشكل يومي، والجميع دون استثناء بحاجة إلى القوة للاستمرار بالعيش ببساطة وسعادة وبأقل معاناة ممكنة، ودون حمل هموم فوق طاقة البشر، وكل ذلك يحتاج إلى القوة النفسية، فكيف يمكن أن نملك تلك قوة؟

من تجاربي وخبراتي اكتشفت أن نظرية القوة التي تقول إن من يملكون المال والمناصب هم من يملكون القوة، أصبحت في عصرنا الحاضر نظرية قديمة بالية.. فالقوة هي قوة النفس والروح والإرادة، وهي القدرة على أن تمر بنقطة ضعفك ولا تضعف.

القوة أن تحافظ على كبريائك، بما يناسب طبيعتك ونوعك البشري دون مغالاة.

القوة أن لا تضعف أمام المال واعتبره ورق فهو وسيلة لا غاية.

القوة أن لا تغريك المكاسب المادية، ولا تتنازل من أجل السلطة الزائلة، فالحكمة تقول ما طار طير وارتفع ألا كما طار وقع. فلا داعي للصراعات التافه، التي لا قيمة لها من أجل مكاسب أو مناصب.. والقوة أن تعتني بنفسك وتعزها دون أن تنتظر من أحد أن يفعل، وهي أن تتحكم بالظروف دون أن تدعها تتحكم بك.

عليك أن تعيش الحياة ببرود أعصاب، وأن تتقن اختيار ما يسعدك، وأن لا تفقد الشغف في الحياة، تلك هي القوة الحقيقية.. ولا شيء يعطي القوة للبشر سوى نقاء قلوبهم وأرواحهم.

عليك أن تحب بكل قوتك، والأهم أن تحافظ على من تحبهم في أعالي مراتب وجدانك، وأن تغلف إحساسك بالرضا بما قسم الله لك.

كم هو عدد المرّات الذي نظرت إلى كل ما مر بك في حياتك، وقلت يا رب أي قوة أعطيتني إياها، أشكر فضلك علي. كّم مرة حمدت الله لأنك نجوت من العاصفة، وعبرت إلى شاطئ الأمان. نجوت وحدك بإرادتك ويقينك الصادق بالله.

هل أدركت فن أن تعيش الحياة كناج لا كضحية!

قد تكون أكبر الأمنيات التي يجب أن نحملها بالشهر الروحاني الفضيل، أن نكون مثل عشبة برية بريئة مهما حاولت الرياح أن تسلبها دف الأرض تبقى تتوق إلى براءتها وتكوينها الطبيعي الذي لم تلوثه سموم الحياة، هي الرغبة القوية في المحافظة على فطرتنا السليمة وشعورنا الإنساني، وهو الشيء الوحيد الذي يستحق أن يجاهد المرء من أجله.

في شهر رمضان لندرك جميعاً الخير.. فهو شهر البدايات الجديدة، والنقاء الروحاني.. وكل عام والجميع بألف خير ومحبة وعطاء.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF