خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الإبداع والإنتاج.. وجهان لعملة واحدة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. هزاع عبد العزيز المجالي

نعلم جميعاً أن هناك دولاً خرجت من الحرب العالمية الثانية, شبه منهارة اقتصادياً وعسكرياً, بل وكانت محتلة, أو كانت تخضع لدول أخرى, لا سيما في شرق آسيا كدول مثل: اليابان, كوريا الجنوبية, تايلند وماليزيا.. لكنها استطاعت أن تنهض من جديد, وتبني اقتصاديات عظيمة تنافس دولاً كبرى.

بل إن هناك دولاً بدأت من نقطة الصفر, أو من العدم مثل: سنغافورة, وهناك دولة مثل الصين رغم أنها تصنف بأنها غير ديمقراطية, حكم الحزب الواحد (الحزب الشيوعي), ولكن ذلك لم يمنعها من أن تصبح دولة الإنتاج الأولى عالمياً. أو كما هو الحال في أوروبا بعد (عصر النهضة) والغريب أن كثيراً من هذه الدول لا تمتلك ثروات طبيعية, مثل النفط والمعادن, لكنها استطاعت أن تنتفض وتسير بخطى ثابتة, نحو دولة الإبداع والإنتاج.

الكثير منا يتساءل عن ماهية المعادلة التي مكنت هذه الدول وغيرها من الوصول إلى ما وصلت إليه؟.. والحقيقة أن المعادلة بسيطة, ولكن الجهد المبذول لتطبيقها عظيم, فكانت الخطوة الأولى والأهم, الانتقال إلى دولة القانون القائمة على (المواطنة), ومن ثم تحرير العقول وفتح كافة الآفاق, وتوفير الإمكانيات والوسائل التي تمكنها من التفكير والإبداع, وتحويل الأفكار إلى نتائج وحقائق على أرض الواقع (دولة الانتاج).

والأهم من ذلك، الاهتمام بالكيفية والنوعية وبجودة المنتج, لأنها تعلم أن هناك تنافساً, والبقاء للأفضل.. فهذه الدول تخصص مبالغ ضخمة للبحث والابتكارت العلمية, لأنها تعلم أن ذلك سيعود عليها بالنفع أضعافاً مضاعفة, فصناعة شريحة كمبيوتر أو دواء أو هاتف بحجم الكف قد يعادل إنتاج مصنع من المواد الخام.

نحن في الأردن نمتلك الإمكانيات والطاقات البشرية المؤهلة, وإلى حدٍ ما نمتلك بنية تحتية جيدة, وبعد مضي مئة عام على تأسيس الدولة, ما زلنا نتحدث عن الإنطلاق واستغلال مواردنا والإبداع, للوصول الى دولة الإنتاج. ولكن للأسف حالنا أشبه بفاقد الطريق, نتخبط, سمعنا من حكومات متعاقبة أقوالاً ولم نرَ أفعالاً. وللأسف جميعها يطغى عليها فكر الحلول السريعة, بل إن عدوى هذه العقلية إنتقلت الى من يديرون منتجاتنا التي كانت الأفضل في المنطقة, في قطاعات مثل: التعليم، الصحة، وصناعة الأدوية, وحتى القطاع الواعد في تكنولوجيا المعلومات.

ورأينا كيف أن هناك دولاً كنا نسبقها بأشواط أصبحت تنافسنا, بل وتقدمت علينا في هذه المجالات, ليس لأنها تمتلك العقول والإمكانيات, بل لأنها فهمت المعادلة, وفتحت آفاق الاستثمار على مصراعيه, واستطاعت أن توفر الوسائل والبيئة القانونية والإدارية السلسة, بعيداً عن البيروقراطية المتوحشة.

مشكلتنا أننا نفسر أسباب ضعفنا وفق ما نريد, وليس وفقاً لما هي عليه.. وفي النهاية أقول إذا عرفنا كيف «فشلنا» حتماً سندرك كيف ننجح, وليس المهم أين المكان الذي وصلنا إليه, بل المكان الذي نسعى للوصول إليه, فتشخيص المشكلة نصف الحل, فدولة الإنتاج تحتاج إلى الإبداع والانفتاح, أو كما قال (رينيه دي فوير) وزير المالية الفرنسي عام 1751 في دعوته لإزالة القيود التنظيمية المفروضة على الصناعة والتجارة: «دعه يعمل دعه يمر».. فالإنتاج مرتبط بالإبداع، وكلاهما وجهان لعملة واحدة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF