خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأردن.. ماذا يجري حوله؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
سميح المعايطه

تركيبة الإقليم الذي نحن جزء منه فيها من الأمور الثابتة لكن فيه أيضا تبدلات وتغييرات تحدث بشكل سريع، فما حولنا قبل عامين ليس ما هو موجود اليوم وبخاصة على صعيد العلاقات ومعادلات الصداقة والعداء أو حتى قوة وضعف بعض الدول.

نحن في الأردن من ثوابت الإقليم من حيث استمرارية الدولة ونظامها السياسي، لكننا مثل كل الإقليم نتغير تبعا للتغيرات الكبرى؛ فالعام الماضي مثلا حمل على المعادلة الداخلية والخارجية الأردنية ملفا مؤثرا جدا وهو قضية الفتنة التي تركت آثارا إيجابية على بنية الدولة وصورتها، كما غادرنا ترامب ونتنياهو وان كان البديل الإسرائيلي لم يقدم شيئا في الملف الفلسطيني لكن التغير أحدث انفراجا في ملف العلاقات الثنائية بين الأردن وإسرائيل.

اما ما حولنا فاول الملفات العراق الذي نسج الأردن مع حكومة الكاظمي علاقة ممتازة وتوافقا خاصا، لكن العراق اليوم مقبل على اختيار رئيس وزراء جديد وهذا الاختيار سيعني لنا الكثير من حيث تركيبة الحكومة ورئيسها والموقف من العلاقات مع دول المحيط ومنها الأردن.

قبل الكاظمي كانت العلاقات الأردنية العراقية جيدة لكن قدومه حملها للأفضل ونأمل أن يكون الخيار القادم يحمل ذات الأولويات.

اما سوريا فالاردن فتح أبواب دمشق بمبادرات سياسية واقتصادية ساهمت في تشجيع بعض العرب على الاقتراب من دمشق، وربما يكون هذا العام مدخلا لمبادرات جديدة تعيد سوريا إلى إطارها العربي.

ومع لبنان لم يغلق الأردن يوما الأبواب، وكان دائما في عون لبنان حتى وذلك البلد في أقصى درجات التناقض الداخلي كما هو في هذه المرحلة، ولعل كل المراحل القلقة التي مر بها لبنان تؤكد أن الأردن لم يبتعد عن اللبنانيين وان كان الأردن يسعى أن يكون لبنان عربيا وليس رهينة سياسية لأي طرف خارجي.

اما تركيا التي لا تخلو أيامها من تقلبات داخلية وبخاصة اقتصاديا فربما تحمل أي انتخابات قادمة فيها بعض التغيير في معادلات النفوذ الداخلي، لكن الأردن حافظ على حدود معقولة من العلاقات السياسية والاقتصادية وبخاصة أن نقاط التناقض بين تركيا وبعض العرب ليست موجودة على اجندة الأردن مثل ملف الإسلاميين الذي شكل ومازال سببا لتباعد تركي مع دول عربية عديدة.

اما مصر فإن الدولة المصرية تسير بنجاح كبير نحو تجاوز الأزمات الأمنية والسياسية التي كانت قبل الربيع العربي وتزايد خطرها بعد عام 2011، وهذا الاستقرار السياسي والأمني المصري يبعث الراحة لدى الأردن ليس بسبب تداخل هذه الملفات مع مصالح أردنية مباشرة بل لأن مصر ثقل كبير في الاقليم يؤمن الأردن باهميته ويقلقه تراجعه أو انشغاله باي أزمة داخلية.

ولعل رؤية الأردن في التعامل مع الملفات الخليجية تؤكد أنها تخدم مصلحة الأردن ومصالح الأشقاء، فالاردن لا يسمح لأي قلق مهما كان صغيرا في علاقاته الخليجية أن يستمر أو يتمدد، وحافظ على كل العلاقات حتى عندما لقي ضغطا من الظروف المختلفة في أن يضحي ببعض العلاقات، ولهذا فهو اليوم قريب من الجميع وجزء من منظومة مصالح الخليج وأمنه.

هو الإقليم الذي لا يستقر لكن بلدا مثل الأردن عايش كل أنواع التقلبات والمزاج العربي السياسي غير المفهوم عبر قرن من الزمان لا يمكنه الا ان يحافظ على الحد الأعلى من الاستقرار في علاقاته حتى مع الدول التي لا يطمئن لرغبتها في التعامل بالمثل، يدرك كيف يفكر كل من في الاقليم لكن ليس معنيا بخوض معارك ليس مضطرا لها...

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF