خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

التقدم التكنولوجي.. عوالم افتراضية ولدت العزلة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. سعاد ملكاوي

قال الله تعالى: «يا أيّها الناس إنّا خلقناكم شُعوباً وقبائل لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم إنّ الله عليمٌ خبير» (الحجرات13).

عرّف غالبية علماء الاجتماع مفهوم العلاقات الاجتماعية بأنّه: سلوكيات فردية أو جماعية، وأفعال متبادلة يتحقق من خلالها تفاعل اجتماعي، يعكس نمط البناء الاجتماعي، المسؤول بدوره عن تنظيم كافة العلاقات الانسانية.

ولقد أكدّت الدراسات؛ أهمية العلاقات الاجتماعية بتحسين نوعية الحياة وتقليّلها من التوتر، وتكون مؤشراً في كثير من الأحيان على تمتّع الفرد بصحةٍ نفسية جيدة.

وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي ووسائل الاتصال الحديثة، والتي كسرت حاجز البعد المكاني والزماني، إلا أنّها باتت مُسبّباً رئيساً في فتور وهشاشة العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة، إذ تولّدت العزلة ونشأت العوالم الافتراضية التي يعيشها الأبناء نتيجة انشغالهم ولفترات طويلة بالتطبيقات التكنولوجية الحديثة.

وما انعكس على الأبناء بطبيعة الحال، انعكس على الأزواج، حيث؛ دخلت العلاقات الزوجية بسلسلةٍ من الخلافات، وطغيان المزاجية، والتعصب للرأي وعدم ترتيب الأولويات بالنسبة للأدوار الوظيفية داخل الأسرة الواحدة، ونلمس أيضاً تراجعاً مُلاحظاً في زيارات الأقارب والأصدقاء نتيجة ضغوطات الحياة المختلفة، والسعي الدؤوب في البحث عن مصادر الرزق وتحسين المستوى المعيشي.

ويبقى السؤال هنا: هل التقدم التكنولوجي وما رافقه من تغيرات في أنماط الحياة، هما المسبّب لاحتماليات حدوث الخلل في العلاقات الاجتماعية؟

في الواقع، إنّ الإجابة على هذا السؤال تقودونا إلى البحث عن مؤشراتٍ أخرى تتعلق بأنماط الشخصية (الكاريزما)، وطرق تعاملها مع الآخر، فعلى سبيل المثال؛ يتولّد لبعض الشخصيات القيادية قناعة أكيدة بضرورة انقياد وانصياع الفريق لها دون حسابٍ للانعكاسات النفسية السلبية التي يمكن أن تسبّب أذىً للفريق، وبعضٌ آخر من الشخصيات دائمة النقد لسلوكيات وتصرفات من تتعامل معه دائماً، دون النظر إلى مشاعر الأشخاص وأحاسيسهم، كما وتظهرُالشخصيات المتعالية، والتي تتعامل مع الآخرين بفوقية كما لو كانت في برجٍ عاجٍ، حيث تُظهر الإهمال والسخرية في التعامل، وعادةً ما توجّه الشخصية القمعية لمن حولها باستخدام الصمت وتجاهل الطرف الآخر كلياً، سواء في النقاش، أو الحديث، وحتى في اتخاذ القرار مما تسبّب شعور الإحباط للآخرين وعدم القدرة على التفاعل.

لهذا كله؛ يجب أنّ نُدرك ونعي بأنّ العلاقات الاجتماعية الصحية تُبنى في الأساس على مبدأ فهم الآخر واحتوائه وتقديره وتقّبل التنوع والاختلاف بين البشر، وبناء جسور الثقة والمحبة غير المشروطة بمصالح، كما وأنّ نجاح مهارة التواصل يقوم على أساس المرونة أثناء الحديث، وعدم تصيّد الأخطاء وإيقاع اللوم، وحسن الإنصات ومراعاة الظروف التي يمر بها الآخر، والتمييز بين العفوية والعشوائية في سلوكياتنا أثناء حدوث المواقف، ولنتذكر دائماً؛ بأّنّ أفضل العلاقات هي التي تُدخلنا في حالةٍ من التوازن والانسجام والراحة مع الغير، حيث نعّبر من خلالها عن مكنون شخصيتنا الحقيقي دون تكلّفٍ أو تصنّع.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF