خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الحب في مهب الرأسمالية

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. سعاد ملكاوي ما زالت الرأسمالية أو إن جاز التعبير الليبرالية فكراً سياسياً اقتصادياً أثر بدورهِ على نسيجِ الحياة الاجتماعية وخاصةً ما يتعلق بالفردية الذاتية واتجاهاتها نحو البقاءِ والتطور والحفاظ على نفسها متوازنةً وسط التناقضات الشديدة التي تعتري العالم اليوم.

كما نجد أنّ نظرة الفرد نحو الحب قد تطوّرت وتغيّرت في ظل الفكر الرأسمالي وباتت مرتبطة بتحقيق المصالح الفردية الذاتية لإشباع رغباتها العاطفية وحاجاتها النفسية دون التقيّد بالمنظومةِ الأخلاقية والتي حافظت بدورها على بقاء المجتمعات عبر العصور آمنةً عاطفياً من خلال ما ملكت من مخزونٍ ثقافي رمزي ظل ثابتاً ومتجذراً في مشاعر الأفراد، عبرّوا عنه من خلال أعمالهم ونشاطاتهم الشعرية والقصص والحكايات والروايات العاطفية.

وفي ظل الفوضى العاطفية والتي دارت في فلك التيار الرأسمالي، نجد أنّ تحقيق المصالح الفردية بات أمراً شائعاً في علاقات الحب التي تربط الأفراد وفي هدفها كذلك، وأصبحت التصّورات المادية هي الطاغية في زمن حدّد نجاح الإنسان وظهوره بمقدرته على الإنتاج ومضاعفة نشاطاته بحيث أصبحت معاني الحب السائدة بين الافراد مؤطرةً أيضا ضمن هذه النظرة المادّية، فلم يعد ينظر للحب على أنّه عقيدةٌ راسخة في النفس البشرية لها حاجةٌ خاصة مختلفة عن الاحتياجات الإنسانية الأخرى.

من الملاحظ أنّ العلاقات داخل نواة المجتمع وهي الأسرة على سبيل المثال تأثرت سلباً وتغيرّت في وظائفها الرئيسة فبعد الاهتمام الكبير من الوالدين بالأبناء والعكس أيضاً بتوفير كل دعائم الحب والرعاية والحنان والتي كانت في الماضي غير محددة، وتلقائية تجرّدت من النفعية والمصلحة الذاتية، والترجسية مجازا نجدها اليوم تسير ضمن فكرٍ مادي يرّكز على ساعات العمل وتحقيق الرفاهية المادّية وبات التشّوه في نمط العلاقات ودرجتها بل وقدسيتها أمراً واضحاً وظاهراً للعيان يحسه الجميع، ما أدى لنشوء مشكلات لها علاقة بالغربة الذاتية وال?زلة وفقدان الاتزان العاطفي، وربما فراغه لدى البعض وخاصةً لدى فئة الأبناء.

هل هو زمن السرعة؟! أم الزمن قد تغيّر؟! هل ما زال طغيان الروتين والمادّة على حساب العاطفة؟ّ أم أنّ حسابات الحب والمصلحة تتغير؟! جميعها اسئلة مطروحة ومتداولة بين افراد المجتمع يتعرض لها الأفراد بالنقد تارةً، وبمحاولة التغيير بالإصلاح من قبل البعض تارةً اخرى.

فلم تؤمن الرأسمالية يوماً بأن الحب يبنى عادةً على مبدأ الصدفة والتلقائية لا بل على مبدأ التخطيط المسبق والإعداد المحكم الذي يحقق النفعَ والمكاسب الذاتية الفردية فاستخدمت أدواتها من ثورة تكنولوجية وتقدم علمي هائل، ورفاهية واسعة شملت أنماط حياتنا وأثرت سلباً على معاني الحب بل وحرمتها فرصة الثبات والديمومة فأصبحت متغيرة ورهن المزاجية لا تحكمها ثوابت أو مبادئ ومن الصعب التحكم بمصيرها ايضاً، إذ عملت على تقليص مظاهر العلاقات الإنسانية الناجحة والمدروسة واستبدلتها بعلاقاتٍ عابرة تصلح لأن تسمّى بمغامرات عاطفية جسو?ها مفككة تعاني من الترنح والانهيار في أية لحظة كما هي عرضة للتساؤل والدهشة والاستغراب والتنبوءات غير المنطقية.

وما زالت الفرصة أمامنا كأفراد لننظر بمرآة أخرى ومن زوايا أخرى تجاه قضايا العلاقات الإنسانية ومنها الحب المرهون بالنجاح والعطاء والالتزام والثبات، والبعد عن الأهواء... نبحث عن علاقات غير مختزلة بمعانٍ ضيقة، ذات آفاقٍ رحبة يكون الحب في نهاية المطاف سيد الموقف.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF