خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حديث حميم عن.. كتاب مختلف!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة صحيح انني في هذا الحيّز المحدود تحدثت عن عشرات الكتب التي اعجبتني، لكني اجد نفسي هذه المرة امام واحد مختلف، مختلف بالنسبة لي شخصياً فمؤلفته عزيزة على قلبي، ومختلف لان مادته بالغة الحساسية شديدة الايلام حتى ندَرَ التطرق لها ولأمثالها في بلادنا، ومختلف لان حجمه الصغير نسبياً (١٥٠ صفحة لكنه انيق المظهر) قد حوى قضية خطيرة يمكن ان تفتح أبواب الغضب في اكثر من بلد، ومختلف لان التي كتبته بالإنجليزية ونشرته لها دار زِد في لندن هي عربية أردنية تقيم في اميركا كأستاذة لدراسات النوع الاجتماعي (الجندر) والعلوم الجنسوية في جامعة حكومة ولاية نيومكسيكو، وعنوانه مباشر صريح «الثورة المصرية ونساء يقاومن العنف الجنسي: شهاداتُ نسوياتٍ عربيّات» وقد استخدمتْ قدراتها وفصاحة لسانها في اللغتين العربية والإنجليزية في إدخال الكثير من الكلمات العربية مكتوبةً بالحروف اللاتينية لتستفز عقل القارئ غير العربي كي يبحث عن معناها ويفكر بلغتنا كما فكرنا نحن طويلاً بلغة بلاده التي ما زالت تسيطر على أدوات ومصادر المعرفة التي تغرقنا بها في كل المجالات، ومضت في جرأتها فنحتت كذلك كلماتٍ جديدة نسويةِ الموقف مثل «شاهدة» وهي غير موجودة في القواميس العربية ربما بسبب الذكورية!

والكتاب مختلف اخيراً لأنه ليس سهلاً في تركيبته وبنائه فهو أكاديمي منضبط الحبكة والاسلوب ومنهجيته نسوية عربية تهدف، بين العديد مما تهدف، لاجتثاث كولونيالية إنتاج المعرفة.

لا أستطيع هنا ان آتي على تفاصيل الكتاب الذي يذكرنا بالأحداث الساخنة المتسارعة التي عشناها مع الشعب المصري منذ الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ وعلى مدى ثمانية عشر يوماً حتى حقق النصر الاول في١١فبراير بما سُمي يوم «التنحّي» عندما اضطر الرئيس حسني مبارك لإعلان التخلي عن السلطة! اما بعد ذلك فلا أملك الا ان امتدح الجهد المضاعف الذي بذلته المؤلفة في الوصول الى الشهادات الشخصية للمناضلات المصريات الثلاث اللاتي وجدن أنفسهن في خضم المعارك التي تلت التنحي يواجهن جحيم العنف الجنسي الجسدي الممنهج والمقونن (حد السكوت عنه حكومياً) وذلك من قبل مؤسسات الشرطة والجيش وميليشيا الاخوان مما لم يكن سراً في ذلك الوقت بعدما فضحت بعضَ أمثلته الصارخة التي جرت جهاراً نهاراً وسائلُ الاعلام المحلية المؤيدة للثورة وبالصوت والصورة في كثير من الأحيان!

لقد أدركنا من خلال هذه الشهادات الحية النابضة بالألم والمفعمة بالحرج كيف ان دور المرأة المصرية في ثورة ٢٠١١ كان أكثر وعياً وأغزر كمّاً وأعمق مغزىً في مضامينه وذكاء أساليبه من دورها في سابقاتها التي تفجرت في المئتي عام الماضيتين وأحصاها سبعاً المؤرخ المصري المعاصر خالد فهمي.

وبعد.. تقتضيني الأمانة الصحفية وانا اعود للكتاب ان أُفصح أخيراً وبتواضع شديد عن اسم مؤلفته «منال حمزة»، حابساً في عيني دمعة فخرٍ.. وحبٍّ كبير.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF