علاء القرالة
ما يربط الأردن والعراق «علاقة تشابكية» إن صح لي التشبيه، فهما لا ينفصلان ولن يتوقفا عن التنسيق المشترك في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية رغم التحديات التي واجهها البلدان على مدار الثلاثين عاما الماضية.
العلاقة بين البلدين ليست علاقة جوار فقط، أو دولة صديقة، بل إنها علاقة ارتباط الدم بالقلب، والشريان بالوريد، والرئة اليمنى بالرئة اليسرى، واليد للجسم والقدمين للهرولة إلى المستقبل، فما شكا العراق يوما إلا وكان أنين الوجع في عمان، ومع كل شهيق للأردن تسمع الزفير في بغداد.
أرقام اقتصادية وإحصائيات تؤكد وتبرهن عمق العلاقات الاقتصادية ما بين البلدين على امتداد السنوات الماضية وخاصة في التبادل التجاري حيث يعتبر العراق من أكثر الدول التي نصدر لها صادراتنا الوطنية وتأتي بالمركز الثاني بعد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التعاون المستمر في العديد من المجالات الاقتصادية التي يستعد البلدان لإطلاقهما وهما خط النفط البصرة–العقبة ومشروع الربط الكهربائي والمدينة الاقتصادية والتي اتفق الجانبان مؤخرا على تحديد الأرض المنوي إقامتها عليها من الطرفين.
العلاقات الايجابية التي يعززها جلالة الملك في كل يوم مع الجانب العراقي يجب أن تستغل بين الطرفين وبخاصة القطاع الخاص لتعظيم المنفعة ورفع معدلات التبادل التجاري والاستثمارات وتنفيذ المشاريع الكبرى وزيادة الصادرات من الأردن الى العراق وتطوير البنية التحتية لهذه الغايات.
التبادل التجاري بلغ خلال الربع الأول من العام الحالي ما يقارب 126 مليون دينار مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي والتي بلغت 102 مليون دينار وبحجم ارتفاع بلغ 34%، كما سجل الميزان التجاري بين البلدين 664 مليون دينار في العام 2020، حيث بلغت الصادرات الوطنية ما يقارب 626 مليون دينار مقابل 61 مليون دينار مستوردات من العراق.
فالعراق والأردن يطمحان إلى رفع التبادل التجاري ما بين البلدين إلى 5 مليارات دولار خلال السنوات القليلة المقبلة بعد أن سجل حجم التبادل التجاري بين البلدين معدلات لا تسمو إلى الطموحات في البلدين.
الأردن والعراق أمام فرصة ذهبية يجب أن نعمل جميعا على استثمارها وتوظيفها بما يخدم مصالح البلدين، فالأردن حريص على عودة العراق إلى وضعه الطبيعي والقوي في المنطقة والعراق يهمه جار قوي يستند إليه ساعة الشدة فلنعبر الطريق إلى بغداد وبالعكس بسلام مستغلين التفاهمات الكبيرة بين قيادتي البلدين والعلاقة الايجابية بين الشعبين.