عبدالهادي راجي المجالي
منذ (40) عاماً وأنا أسمع هذا المثل: (اللي مو عاجبو ايطق راسو بالحيط)..مع أن اشياء كثيرة لاتعجبني أبدا، ولكني أرفض الإفصاح عنها خشية ان يقولوا: (عبدالهادي مش عاجبو)...
أتذكر أن أول الأشياء التي لم تعجبني في العمر، هي الإفاقة المبكرة لأجل المدرسة في السادسة صباحا, كان بإمكاني أن أتلذذ بالدفء قليلا.. وماذا سيحدث إن غبت عن المدرسة؟ من المؤكد أن التعليم لن ينهار, ومن المؤكد أن حصة الرياضيات المملة ستسير كالمعتاد.. ومن المؤكد أيضاً أن بعض الطلبة من مرتبات الخامس (ب) سيتلقون صفعات حادة قليلا..
لم يعجبني أيضا الحب من طرف واحد, كل القصص التي خضتها.. كان أحادية الطرف, ولا أعرف لماذا؟ ولكن على ما يبدو أني لم أكن أجيد الحديث.. كنت اتلعثم وأخجل من النساء, وذات مرة في السنة الأولى من الجامعة.. تقدمت من صبية مثل شجر اللوز, حين يزهر ويثمر في ذات الوقت... ولم أعرف ماذا أقول؟ أو كيف ابتدأ الحديث.. صمت قليلا وهي تنتظر أن أسال عن مبتغاي فقلت: (معك ولعة)... يا الهي كم كنت غبيا في الحب!
لم يعجبني، أن أشارك في سباق للضاحية...كانت المدرسة تراهن علي كثيرا..والسباق كان سيبدأ، من ياجوز...وأنا في داخلي قلت: سأتركهم يركضون وفي المرحلة الأخيرة، ساقوم بمداهمتهم بانطلاقة تشبه الغزال..كان لي تكتيكي الخاص في الجري، وهو يتلخص في توفير القوة للنهاية....ولكني للأسف
تبين لي أني أخطأت الطريق...ما الذي جاء بي إلى هنا لا أعرف !...المهم أن السباق انتهى والمدرسة بكافة طلبتها ظلت تبحث عني..
لم يعجبني أبدا، أن أول سيارة اقتنيتها في حياتي كانت (فوكس فاجن)...لونها (برتقالي)، وكنت أطوف بها شوارع عمان...وأركنها تحت أشجار السرو..لأجل أن لا يتضرر الطلاء، ولكني بعد شهر من شرائها..أفقت في الصباح ولم أجدها، كانت تمثل حلما بالنسبة لي... وقد سرقت... الغريب أنهم لم يعثروا عليها للان...وظلت المفاتيح معي مازلت احتفظ بها...
أنا اتفق مع المثل القائل: (اللي موعاجبو ايطق راسو بالحيط)...وأنا لا أعترض عليه، لكن المشكلة يا صديقي أن الحيطان هي من تطرق رأسي...منذ (40) منذ أن كنت طفلا يخاف من (زامور) السيارة، وهي تطرق رأسي، لدرجة أني صرت أشعر..بأن في داخلي ألف حائط...
واللي مش عاجبو ايطق راسو بالحيط.
[email protected]