محمد يونس العبادي
إنّ البحث في بدايات العمل النقابي في الأردن، يكشف عن خطوات متقدمة أرساها الأوائل في عهد الإمارة.
إذ صدر في الثاني من شباط عام 1944م، قرار مجلس الوزراء ورقمه 302 والذي بموجبه تمت الموافقة على تأسيس نقابة للأطباء والصيادلة الخصوصيين في عمّان، وسميت هذه النقابة بـ «الجمعية الطبية الأردنية» وشملت في عضويتها الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة.
هذه النقابة، والتي يمكن اعتبارها من النقابات الأولى، جاءت نتيجة جهد بذله الأطباء والصيادلة بتقديمهم طلب جاء بصيغة رسالة إلى الحكومة تفيد برغبتهم بإنشاء جسم نقابي لهم، وقد شكلت النقابة من عشرة أعضاء مؤسسين، وهم: الدكتور يوسف عز الدين، والدكتورة سوزان أتمزيان، الدكتور مصطفى خليفة، الدكتور قاسم ملحس، الدكتور واصف كنعان، الدكتور عبدالرحمن فرعون، الدكتور ثيودور زريقات، الصيدلاني عبدالرحيم جردانة، الدكتور عادل النابلسي، الدكتور إبراهيم كاتبة.
وهذه النقابة والتي حازت على مسمى جمعية، حين طلبت الموافقة من الحكومة أرفقت الأسباب الموجبة والغاية من هذه المساعي، وبينها: البحث في المواضيع الطبية العلمية، المحافظة على أداب الطبابة وتعزيز شأنها ورفع مستوى مهنة الطب والصيدلة، والدفاع عن حقوق أعضائها.
وذكرت صحيفة فلسطين في 15 أذار 1944 أن الجمعية عقدت اجتماعها الأول وانتخبت هيئة إدارية مؤلفة من الدكتور يوسف عز الدين رئيساً، والدكتور عبدالرحمن سكرتيراً والدكتور عادل النابلسي والدكتور سعد نصر الله عضوين، بالإضافة إلى الصيدلاني عبدالرحيم جردانة خازناً.
هذا النشاط الملحوظ على صعيد المهن الطبية، يعبر عن زيادة في أعداد العاملين بهذه المهن في عهد الإمارة، في حين تذكر الوثائق التاريخية أسماء الأطباء في شرق الأردن حتى عام 1939م.
فمثلاً، في العاصمة عمّان، كان من بين أبرز الأطباء حليم أبورحمة وجميل فائق التوتنجي وإبراهيم علم الدين، ووجيه التكريتي، وحنا القسوس، وسامي بشارة، وعمر الأسطواني وإبراهيم حلمي نعمة، ومصطفى فخري.
أما في إربد، فكان أبرزهم سمعان سالم خوري وسعد نصر الله وأحمد محمد المحايري، وبرز في جرش جودت الساطي وعلي المصري.
وفي السلط تذكر المراجع التاريخية نقولا بولص، وإبراهيم الصليبي، ومحمد سليمان، وفي مأدبا جميل حاطوم وشفيق زهران.
وكذلك في الكرك كان طنوس قعوار ومحمد الوظائفي، وفي معان محمد فريد المفتي وسعيد الدباغ في العقبة.
أما أبرز الصيادلة المشهورين على مستوى الإمارة آنذاك نجيب القبيسي، وأمين قعوار وغنيمي دعيبس وعمر الشلبي وغيرهم.
هذه المساعي وهؤلاء الأعلام أسسوا لقاعدة طبية وطنية باتت اليوم ريادية ومحل اعتزاز.