خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: بيعة المغطس 2017 والدور الهاشمي الموصول

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي تمثل بيعة المغطس في أواخر عام 2017م، إحدى معالم التاريخ الأردني وأدواره الشاهدة على سعي الهاشميين لصون المنطقة وهويتها، وخاصة مقدساتها الإسلامية والمسيحية في فلسطين.

إذّ جاءت هذه البيعة، بما مثلته من حضورٍ وازن لرجال الدين المسيحي، لتؤكد هوية العيش والحياة المشتركة، والمصير الواحد ولتعزز الدور الموصول لمساعي ملوك بني هاشم للحفاظ على الهوية الأصيلة للمنطقة ومكوناتها، في ظرفٍ تاريخيٍ دقيقٍ.

شهدت هذه البيعة، التي جاءت ضمن لقاءٍ لجلالة الملك عبدالله الثاني، مع رجال الدين المسيحي بطوائفهم المختلفة في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام، وتضمنت رسائل عدة، أبرزها: تجديد البيعة للهاشميين كأوصياء امناء على مقدساتهم، وتفويضه للحديث باسم مسيحيي المشرق أمام الهيئات والمحافل الدولية دفاعا عن القدس وكنائسها.

كما جدد الدعوة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني، لمواصلة الدور في مخاطبة حكومات العالم والأمم المتحدة من أجل رفع الظلم عن القدس وحماية المقدسات، بالإضافة إلى تأكيد قيادات الكنائس المقدسية وقوفها خلف موقف الملك بأن حق المسلمين والمسيحيين في القدس أبدي خالد.

وأهمية هذه البيعة، في أنها عززت جهود جلالة الملك من أجل الحفاظ على هوية القدس وعروبتها ومن أجل أن يظل جلالته مستمرا في دفاعه الصلب عنها.

إضافة، إلى كونها تعبر عن تقدير القيادات المسيحية المقدسية جهود الملك في الدفاع عن القدس وتعزيز صمود أهلها، بصفته صاحب الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية.

إنّ هذه البيعة في عصرنا الحاضر، هي امتداد طبيعي وموصول لدور ملوك بني هاشم، وتماثل في مفرداتها، مع اختلاف الظروف السياسية، ما جاء في خطب عند البيعة بالخلافة للشريف الحسين بن علي في عمّان.

إذ جاء في خطبة المطران غريغوريس في كانون الأول 1924م، حين جاء مبايعاً للشريف الحسين بن علي بالخلافة، قوله «تسميك الأمة أباها يا ذا الجلالة، أيّ موضع إجلالها وحبها على أنّ الحب هو آخر ما يبلغه من الكرامة إنسان وأعظم ما يمنحه من نفسه ذو إحسان».

وفي خطاب آخر ألقاه الخوري اثناسيوس المغبغب رئيس طائفة الروم الكاثوليك بالسلط، يقول «إذ يعلمون بقدرة سيفك نحياه معاً مرتبطين بحسن الألفة والتواد هو المرسل لنا من الله نعمة للذين يعملون الخير».

وبين الوثائق الأخرى، الشاهدة على دور ملوك بني هاشم في صون الحضور المسيحيي ومقدساته في فلسطين، ومما جاء فيها، رسالة الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين للمندوب السامي إثر حادثة البراق، وقوله فيها: «إنني أقرب الأمراء جواراً لمسجد بيت المقدس.. وإنّ كل مسجد لله وكذلك كل ما يتعلق بالمسجد من حيّز وممتلكات وسائر ما ينسب إليه فهو مجموعة قدسية لا تتفرق في ذلك ولا تتجزأ بصورة من الصور».

أهمية هذه الرسالة أن الملك المؤسس ذكر المندوب السامي بأنّ صون المقدسات الإسلامية والمسيحية هو رسالة أصيلة من إرث المنطقة، شارحاً موقف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه، بأنه عزّز الحق الديني الصريح للكنائس كافة في عهده المدون في أنها «لا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيزها».

ذكر فيها الملك المؤسس بأنّ الخليفة الثاني صرّح في العهدة العمرية عن القوم في فلسطين حيث «لا يسكن بإيلياء أحد معهم ويقصد بذلك طلب المسيحيين أن لا يسكن معهم اليهود».

إنّ الوثائق الهاشمية زاخرة بالعديد من المواقف التي تشرح أدواراً موصولة في تعزيز الحضور المسيحي المشرقي، وحقه بالعيش وحقه بالانتماء للمنطقة العربية برحابتها، مهما تبدلت الظروف.. أهمية هذه المواقف الهاشمية أنها تتعزز عند كل مرحلةٍ دقيقةٍ من عمر منطقتنا، وهي جزء أصيل من خطاب دولتنا الأردنية.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF