النائب د. فايز بصبوص
عندما أدقق في الواقع الموضوعي المحيط وأرى نفسي في خضم معركة وطنية كبرى نخوضها على كل المستويات، استذكر وفي ذكرى الكرامة انتصار الكرامة المجيد واتساءل كيف انتصرنا في تلك المعركة.. وما هي مقومات الانتصار في أي معركة؟ هل توحدت تلك المقومات من أجل تشكيل سابقة عسكرية عروبية تدحض حصانة من الخسارة وحصانة الربح والتي ترسخت في ذهنية جيش الاحتلال الصهيوني بأنه لا يقهر.
إنه الانعكاس الأول الذي يجبرنا على فهم تأثير نتائج المعركة على الوعي الجمعي لكل سكان دولة الاحتلال لأن هناك مقومات يمتلكها الجيش العربي المصطفوي، لا يمكن أن تنهزم وأهم تلك المقومات القرار السياسي والإرادة والحنكة العسكرية والصبر والثبات.
والأهم من كل ذلك بيئة حاضنة داعمة ومساندة، والأهم من كل ذلك مسؤولية مجتمعية من طراز رفيع كل تلك هي المقومات الحقيقية التي جعلت من الانتصار في معركة الكرامة انتصارآ مجيدآ وللمقاربة في الجانب السياسي فإن نجاح معركتنا مع الكيان الصهيوني والضغوط الهائلة بكل أبعادها على وطننا الحبيب حتى يقبل «صفقة القرن» ومشروع الضم، ومع ذلك انتصر الأردن وأعيدت البوصلة إلى مركزية القضية الفلسطينة وحل الدولتين.
ومن هنا نقول هل نسطيع أن ننتصر في معركتنا الحالية والشرسة مع جائحة كورونا، وهل تتوفر مقومات ذلك الانتصار في الكرامة وعلى صفقة القرن؟.
إنني على قناعة بأن مقومات الانتصار متوفرة بمعظم مقومات ومعايير القياس، معظمها متوفرة من أجل القضاء على جائحة كورونا والانتصار بمعركتها لتضاف إلى انتصارات الشعب الأردني وتخطيه كل الأزمات والمعارك، لكن ذلك لا يعفي أحداً من وضع الأصبع على نقص بعض المقومات والمعايير للانتصار في المعركة، والأسباب الحقيقية وراء ذلك هو الاستهداف المشوش الذي ساهم في صناعة انقسام مجتمعي حول وجود الفيروس أو عدم وجوده، أو نظرية المؤامرة، أي أن التخطيط والإرادة المطلقة للقضاء على الفيروس موجودة، ولكنها لا تحظى بثقة أغلبية الشعب والسبب وراء ذلك انعدام الشفافية وتجهيل المسؤولية عن بعض جرائم الفساد، كل ذلك زعزع تلك الثقة، وسنفوز باذن الله بتلك المعركة، لأن هناك تحولا حقيقيا في بنية الوعي الاجتماعي نحو إعادة الثقة بأن نظرية المؤامرة، لا وجود لها هنا، ويجب التعامل بجدية مع هذا الوباء وهذا العدو الذي يجب ان تخاض ضده المعركة بالكل الوطني وان نجعل صمودنا في المعارك السابقة وانتصارنا فيها ونتائجها التي نحصدها اليوم ذلك الصمود الذي اثر بشكل او بآخر على الرأي العام الصهيوني كما افرزته النتائج الاولية للانتخابات الصهيونية.
وقد خاضت الدبلوماسية الأردنية التي يقودها ويوجهها باقتدار شديد جلالة الملك عبدلله الثاني معركة دبلوماسية وشعبية على كل الأصعدة من أجل أيقاف مشروع «صفقة القرن» ومشروع الضم، والبوابات الإلكترونية وباب الرحمة وغير ذلك، وقد توجت بنصر ناجز بإذن الله بحكمة جلالة الملك وإنسانيته تجعل الصمود والانتصار حتمية لدى الأردنيين.