خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من وثائق المئوية: معركة الكرامة ورسالة الملك الحسين للقادة العرب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي من أبرز وثائق معركة الكرامة الخالدة، رسالة الملك الحسين ابن طلال طيب الله ثراه، إلى رؤساء وملوك وقادة الدول العربية.

فهذه الرسالة، تروي بوضوح جانباً من مجريات المعركة، وأسبابها، وقد حملت عنوان «من الحسين- القائد الأعلى للقوات الأردنية المسلحة».

وجاء فيها «إن إسرائيل قد بدأت في الساعة الخامسة والنصف من صباح هذا اليوم (21 أذار 1968م) هجوماً واسع النطاق اجتازت فيه قوة مدرعة مع مشاة محمولة نهر الأردن من ثلاثة أماكن: جسر دامية وجسر سويمة وجسر الملك الحسين، مع إنزال مشاة بطائرات هيلوكبتر في مناطق الكرامة وغور الصافي وقد تصدت قواتنا الباسلة للعدو، ودار بينها وبين قواته المعتدية قتال مرير..».

رسالة الحسين، جاء فيها إنه «لقد كان من المتوقع أنّ يقوم العدو بعملياته العدوانية هذه على بلدنا الذي يعتز بأنه يكتب صفحة تلو الصفحة في سجل الشرف والخلود، ويصوغ كل ذلك بالدماء الزكية، يبذلها جيشه الأبي وشعبه الأمين، وهو البلد الذي يقف درعاً يحمي أمة العرب، ويحفظ أملهم في استعادة حقهم، سواء منهم من بقي خلفه أو ينتظر ساعة الخلاص، حيث يعيش الأمل في أرضنا المحتلة».

خاطبت رسالة الحسين، أيضا، ظروف المعركة، وأسبابها، بقولها «وإذا كان مدى هذه العمليات أو منتهاها غير معروف في هذه اللحظة، فإن الذي لا ريب فيه، هو أنّ في طليعة الأسباب التي تسهل على العدو قيامه بالعدوان تلو العدوان وتشجعه على اقتراف المزيد منه، معرفة العدو الدقيقة والأكيدة بحقائق الوضع العربي تجمعاً وحشداً وأعداداً».

لقد قرأ الحسين الوضع العربي آنذاك، ووضع يده على مكمن الجرح، في لحظةٍ كان الجيش الأردني العربي، يقود لحظة التحول العربية، بعد نكسة 1967م، ذلك أن الحسين قال يومها للقادة العرب «نحن نكتفي بالتحدث عن الصف العربي ووحدته، من غير أنّ نعمل جدياً على بنائه، عربياً سليماً يتطابق فيه الاسم مع المضمون الذي كان لصفنا العربي والإسلامي، يوم كان لنا آباء وأجداد يؤثرون الموت في سبيل الله والوطن والعقيدة، على كل عرضٍ في هذه الدنيا الزائلة».

هذه اللحظة الصعبة، التي توجت بالنصر، كان يقودها الأردن والحسين، ولا زالت سطور الوثائق شاهدة، إذ تمضي الرسالة بالقول «إننا لا نعرف حتى هذه اللحظة إلى أين ستنتهي معارك اليوم الدامية، وإن كنا نخوضها بكل العزم والتصميم، دفاعاً عن قدسية وطننا وشرف عروبتنا، ولئن أخذتم تسمعون عنا وليس منا بعد هذا اليوم، فلأننا والله قد طالت نداءاتنا وتوالت، ولم يبق لدينا من مزيد، إلّا أن نهيب بكم للمرة الأخيرة أن التقوا في الحال بمستوى القمة، وكونوا بعون الله قمة في مواجهة أصعب ظرفٍ وأقسى منعطفٍ تاريخي يجابه أمتنا في تاريخها كله».

لقد أسست معركة الكرامة، ونهج الحسين، لمرحلةٍ تاريخيةٍ عربيةٍ أفضت في زمانها إلى مؤتمر الخرطوم، وأسست لنهجٍ عروبيٍ جديدٍ تجاوز فيه الأردن بحراب جيشه وبسالتهم، لحظة فارقة من عمر الأمة.

من لحظة اليأس العربي تلك.. صنع الأردن فارقاً أيضاً، بإيصال الرواية العربية للعالم، إذّ يقول الحسين في مؤتمر صحفي بعد يومين من المعركة «لقد جابهنا دائماً مشكلة إيصال الحقيقة إلى العالم، ولم نتمكن حتى الآن من أن نحكم اتصالنا بالعالم وإيصال الحقيقة إليه، بينما أعداؤنا خبراء في هذا المجال، ولديهم الإمكانات ويتمتعون بعطفٍ عالميٍ... وأن جانباً وافياً من المأساة يكمن في حقيقة نقل وسائل الاتصال الفعالة من الجانب العربي».

لقد حققت الكرامة المعركة، دوراً أردنياً كان مطلوباً في لحظة يأس عربيةٍ.. وعبرت عن البسالة والعبقرية لهذا الوطن الهاشمي، العزيز بملوكه وشعبه، وجيشه المصطفوي.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF