خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: أول خطاب للملك الحسين بعد اعتلائه العرش 1953

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي جاء أول خطاب لجلالة الملك الحسين (طيب الله ثراه) بعد اعتلائه العرش، معبراً عن مرحلةٍ أردنيةٍ غنيةٍ بالقيم، متطلعة إلى استكمال رحلة الدولة، بعد عقودٍ ثلاثة على تأسيسها.

والخطاب الذي ألقاه الحسين، في الثاني من أيار 1953م، لا زالت تعابيره تعبر عن تلك المرحلة، لملكٍ شابٍ ووطن يواجه صعاب مرحلة تغير عميقة مرت بها المنطقة آنذاك.

ويقول الحسين بن طلال في مطلع خطابه «أحمد الله جل شأنه وعلت مشيئته على ما تفضل وأنعم من خير سابغ وفضل عميم، ممثلاً في المشاعر النبيلة والعواطف الصادقة التي جعلتموها من نصيبي منذ عودتي إليكم يا أبناء وطني الأعزاء. وإنه ليطيب لي أن أستهل هذا العهد بتحيتكم تحية طيبة، صادرة من قلب يفيض بحبكم ويبتهج بوفائكم وصادق ولائكم».

وحملت مفردات الخطاب تعابير الصلة بين العرش والقيادة، ذلك بقول الحسين «ألا أنّ العرش الذي انتهى إلينا، ليستمد قوته –بعد الله- من محبة الشعب وثقته، وإني سأنمي هذه المحبة وهذه الثقة، بخدمة الأمة ورعاية مصالحها، ورفعها فوق كل حساب واعتبار».

كانت مرحلة مليئة بالثقة، ونبقى مع الخطاب فالحسين جاب الوطن طولاً وعرضاً، واستمع إلى الكثيرين من أبناء الوطن الحبيب، ونظير ذلك يقول الحسين «امتلأت نفسي ثقة وعزيمة، وفاض قلبي أملاً ورجاءً، فأخذت العهد على نفسي مجانبة الراحة من أجلكم، والعمل لخيركم والتضحية في سبيل إعزاز وطننا الغالي، الذي له نحيا وفي سبيله نموت».

إنّ ميزة هذا الخطاب، بأنه جاء على ذكر ما مرت به فلسطين من نكبة، ويقول الحسين» لمست مرارة النكبة وآلام المحنة، فذكرت أنّ المحن عِبَر والآلام شموع تضيء الطريق نحو الحق والصواب، فلنبادر إلى البناء، ننظم الصفوف في الداخل والخارج، ونعمل نحو غاية واحدة وهدف واحد، فحقوق الإنسان لا تطويها صفحات النسيان، بل إنها تحيا بالمثابرة والدأب والاجتهاد، فليكن النظام رائدنا والتعاون طلبنا والاتحاد في الصفوف رمزنا وشعارنا، ولنعمل متناصرين متعاضدين، لنبني وطناً قوباً محكم الدعائم، راسخ الأركان... يتفيأ ظله الوارف وينعم بخيره ا?وفير جميع المواطنين على السواء.

حيا الحسين في خطابه أيضا، الجيش العربي، «لأذكر لرجاله الأُباة أنهم لا يقفون وحدهم في الميدان، إذ أنّ لهم إخوة تربطهم بهم روابط الأصل والعهد، فالشعب الأردني جزء من الأمة العربية العظيمة، والجيش الأردني فيلق من فيالق الجيش العربي الواحد، وما الأردن إلا جزء لا يتجزأ من الوطن العربي الكبير».

هذا الخطاب هو في جانب منه يحمل تعبيراً عن الخطاب السياسي للحسين بن طلال، وهو خطاب امتاز، وكعادة ملوك بني هاشم، بقربه من الشارع، وملامسته لهمومهم، وبث الأمل فيهم في اللحظات الصعبة.

وهذا الخطاب جاء في لحظة صعبة مرت بها منطقتنا العربية، ومر بها الأردن، بما شهدناه من صعودٍ لتيارات عقائدية أثبتت الأيام إفلاسها السياسي، وعدم امتلاكها لأيّ مشروعٍ سوى السلطة.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF