خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

حتى لا نعالج الخطأ بخطأ

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عماد عبدالرحمن بلا شك، لم تكن الكارثة الصحية في السلط حدثا عاديا، بل كانت فاجعة بكل المقاييس، الامر الذي استدعى استنفار الدولة وعلى رأسها جلالة الملك الذي تحرك سريعاً، لاتخاذ الاجراءات القانوينة والادارية المناسبة، لضمان عدم تكرار مثل هذه الكوراث التي قد تحصل في أي مكان ولأي سبب.

يَعرفْ الجميع أن المنظومة الصحية في البلاد تعرضت للإنهاك وحالة من التردي على مدى عام كامل، وهذا ليس مستبعداً في ظل الضغط الكبير الذي تعرضت له الكوادر الطبية والبنى التحتية الصحية، والخسائر المتلاحقة بين صفوف الاطباء وطواقم التمريض، وهي مرشحة لمزيد من الضغوط خلال الفترة المقبلة بسبب وصول أعداد الوفيات المصابين بالكورونا الى مستويات قياسية /أمس 61 وفاة وأكثر من 8 الاف اصابة جديدة.

ردة فعل المواطنين الغاضبة على ما جرى طبيعية، وهي نابعة من غيرة وطنية ورغبة بالاصلاح، والاجراءات تسير في قنواتها القانونية والقضائية، فالناس عانوا من ضائقة اقتصادية ومعيشية صعبة، لفترة طويلة، لكن هل نعالج الخطأ بخطأ آخر، الكُل يعرف أن التجمعات التي تحصل منذ يوم السبت، وبعد دخول الحظر أوقاته المحددة، وصفة مجانية لنشر الوباء، وبالتالي تساهم بشكل كبير في تفاقم أزمتنا الصحية، وتنشر الوباء القاتل بين المتظاهرين الذين تخلوا عن كافة وسائل الوقاية الاساسية، لا بل أصبح من السهل نقل العدوى الى بيوتنا وكبارنا بكل سهول? للأسف، وهو أمر لا يَقبَلْ فيه أي مواطن غيور على صحة عائلته وذويه.

تخيلوا لو انتشر الوباء بين صفوف المتظاهرين المتجمعين في شوارع بعض المدن، أليست هذه مسؤولية وطنية وأخلاقية لدى كل منا، بعدم المساهمة بتفاقم الوضع الوبائي وتخفيف التبعات الكارثية لتفشي الوباء، إنها مأساة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، أين التوعية والوعي المجتمعي، أين الغيرة على مصلحتنا الوطنية التي نفاخر بها العالم، وعلى منظومتنا الصحية التي تعاني الامرين، ولا تستطيع استيعاب المزيد، الكل يعلم ان مستشفياتنا امتلأت بالمصابين بالمرض، فمَن يتحمل مسؤولية ما يجري، وهل يدرك المُهللونْ للمظاهرات التبعات الصحية والانسا?ية المتمخضة عنها؟.

في كل ليلة يخرج المئات من المواطنين للتظاهر، وتخرج الوحدات الامنية لعملها بالأمن والحماية، بعد هدوء استمر لأشهر طويلة، ويختلط الحابل بالنابل، مطالب الناس واضحة والدولة تستجيب لهذه المطالب، ويتم محاسبة المسؤول عن الخطأ دون تهاون أو مواربة، لكن ما هو أخطر، فقدان السيطرة على الوباء وانهيار المنظومة الصحية، هذا ما نخشاه، فلا أحد قادر على تحمل مزيد من تدهور الوضع الوبائي او الوضع المعيشي، ولا مجال أمامنا سوى الصبر ومراعاة الظرف، فالعبث بالاستقرار الامني ومحاولات تأجيج التأزيم التي ينفخ فيها البعض من وراء البحار? بعيدة عن أعين المغرضين والحاقدين.

فاجعة السلط أثرت في كل بيت أردني، ومطلوب تكاتف الجهود من أجل معالجة عملية وجذرية لأصل المشكلة، ورسالة الناس وصلت لصاحب القرار، ورحم الله المتوفين بالكارثة، لكن الاهم أن لا ننشغل عما هو أهم في هذه المرحلة، وهو حياة وصحة الناس، والتنبه لعدم نشر العدوى لأن تشتيت الجهد يفرغ الحلول من مضمونها، ويخدم المترهلين والمقصرين، الذين يخدمهم خلط الاوراق وتحول الانظار عنهم.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF