خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

من أوراق المئوية: نداء من معان

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد يونس العبادي يعتبر نداء معان الصادر عن الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في تشرين الثاني سنة 1920م، من أوائل الوثائق التي تشرح ملامح تأسيس الدولة الأردنية وخطابها.

وهو نداء وجهه الملك المؤسس إلى السوريين كافة، أي سوريا بمفهومها الجغرافي الواسع، وما ضمته من أقاليم في عهد المملكة العربية السورية (1918-1920م).

النداء، المعنون بـ «إلى أخواننا السوريين»، يقول فيه الملك عبدالله الأول: «لا أجد في نفسي أدنى ريب أقل شبهة، في أن أبناء الوطن السوري سيتلقون بياننا بقلوب ملؤها التصديق والإخلاص، فليعلم أبناء سوريا أن ما أصابهم من الضياع المحزن، من اعتداء رجال الاستعمار الفرنسي على وطنهم ومبادرتهم بسرعة فظيعة غريبة لهدم عرشهم في أول سعيهم لتشكيل حكومتهم التي وضعت أساسها على سياسة الولاء والصداقة لكل الأمم على الإطلاق، قد أثر على حواس كل عربيٍ على وجه الأرض».

وبعد شرح مرامي ما أحدثته معركة ميسلون، يواصل البيان القول «نعلم علم اليقين أنّ أبناء سوريا الكرام، هم من جملة المفاخر العربية وركن من الجامعة القحطانية والعدنانية، لا يرضون بالذل ولا ينقادون إلى من جاء لإهانتهم في عقر دارهم، وإنهم لا يعذرون أبناء جنسهم إذا منعوا عنهم يد المعاونة والمدد في مثل هذه الآونة الخطيرة».

وفي موضع آخر، يؤكد الملك المؤسس في نداء معان، على الحس العروبي المتقد، وهو شعور عززته الثورة العربية الكبرى، إذ يقول النداء: «ليعلم من أراد اهانتكم وابتزاز أموالكم وإهانة علمكم واستصغار كبراتكم، أن العرب كالجسم الواحد إذا شكا طرف منه اشتكى كل الجسم، وأن الله سبحانه تعالى لم يترك الأممة سدىً، متفرقة مفتونة بالباطل مقرورة بالكذب وواهن القول».

الملك المؤسس أعرب في البيان عن سعيه للنصرة «غايتنا الوحيدة، هي كما يعلم الله، نصرتكم وإجلاء المعتدين عنكم»؛ وقد قبل البيعة على الأكثرية الغالبة، سعياً إلى بعث المشروع العربي وإنقاذه مما لحق به من غدر بريطاني فرنسي.

إنّ هذا النداء، الذي أصل لبدايات تأسيس دولتنا الأردنية، هو إحدى الوثائق التي تشرح معاني الخطاب العربي الذي تأسس عليه الأردن الحديث.

وهو نداء يحمل دلالة المكان، من معان، وهي المدينة الجامعة لأحرار العرب ووجهاء القبائل والعشائر الأردنية، الباحثين عن استعادة حضورهم العربي، في لحظة جددت لقاء الشرعية والمشروعية الهاشمية بالمطالبات الشعبية، وعلى هذا تأسست الحكومات الأولى بوجهٍ عروبيٍ طامحٍ إلى استعادة الجغرافيا العربية وترجمة مشروعها، لذا فإن السياسيين الأوائل في وطننا كانوا أعلاماً عربية محل إجماعٍ عربيٍ في مجتمعاتهم في لبنان وسوريا وفلسطين والأردن.

فرشيد طليع (مثلاً) وهو أول رئيس حكومة أردنية، يعتبر من رموز النضال ضد الثورة الفرنسية، وما زال يحظى بمكانةٍ في الوجدان العربي، وهذا نهج هاشميٍ موصولٍ أنتجته الشرعية والمشروعية العميقة الجذور شرعاً وخطاباً عروبياً.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF