محمد يونس العبادي
أولت صحيفة القبلة الناطقة باسم الشريف الحسين بن علي - طيب الله ثراه- اهتماماً كبيراً في شرق الأردن، وهذا ما تشرحه العديد من أوراقها.
بين الأوراق، العدد الصادر بتاريخ 18 أيار سنة 1921م، ويتضمن باقة أخبار عن شرق الأردن، بعد أقل من شهرين على تأسيس حكومة فيها.
وتقول الصحيفة، في إفادة لمراسلها، أرسلها في شهر نيسان من ذات العام: «تجددت في شرق الأردن الهمة بعد اتفاق الأمير عبدالله مع تشرشل وأخذ أميرها الجديد ينظر في شؤونها ويؤلف حكومتها ويعيّن لها الموظفين عسكريين وملكيين وقد بدأ أولاً بتأليف مجلس المستشارين فعين له رشيد بك طليع رئيساً بلقب «الكاتب الإداري»، وأمين بك التميمي مستشاراً للملكية. ومظهر بك الرسلان - متصرف السلط - مستشاراً للحقانية، وعلي خلقي - قائم مقام إربد - مستشاراً لإدارة الأمن والضبط، وحسن بك الحكيم مستشاراً للمالية والنافعة والبرق والبريد وهو سيحضر قريباً من مصر، والأمير شاكر بن زيد نائباً لسمو الأمير في شؤون العشائر، وأحمد بك مريود معاوناً للأمير شاكر وعضواً في مجلس المستشارين.
كما أولى مراسل الصحيفة أهمية للتقسيمات الجغرافية، في عهد الإمارة الناشئة، حيث جعلت «إربد (عجلون) لواءً بعد أن كانت قضاء وعيّن متصرفاً لها مؤقتاً أمين بك التميمي مع بقاء مستشارية الملكية في عهدته وألحق بإربد قضاء جرش».
ورصدت الصحيفة في ذات العدد، الإقبال على الملك المؤسس، بقولها «تكاثرت وفود زعماء القبائل من عجلون والكرك والصلت (السلط) وأطرافها لتقوية علاقاتهم مع الأمير عبد الله وهم على عادتهم ينزلون ضيوفاً بضعة أيام يهزجون ويتسابقون على خيولهم ويلعبون بسيوفهم ويتسابقون على خيولهم ويلعبون بسيوفهم وبنادقهم أمام سموه ثم يعودون إلى ديارهم بعد أن يحسن الأمير وفادتهم ويحادث بعضهم بما يروقهم».
وتشير الصحيفة إلى وصول قسم من الجيش العربي المُعسكر في معان إلى عمّان، بالإضافة إلى إرسال الأمير عبد الله كاتبه الخاص عوني بك عبد الهادي لمقابلة سمو الأمير فيصل في بور سعيد (بمصر) وقد عاد منذ يومين فمكث بضع ساعات وآب إلى القاهرة والمظنون أن مجيئه كان لمعرفة رأي سمو الأمير عبد الله في قضية عرش العراق.
كما تمّ وضع الميزانية العامة ووافق عليها سمو الأمير وقد رأيتها مبنية على الاعتدال في مقادير الرواتب ومراعاة مالية شرق الأردن.
وتختم الصحيفة باقة أخبارها عن شرق الأردن، بقولها إن الأمير عبد الله دعي إلى زيارة عرب الصخور في زيزياء وهي على نحو 50 كيلومتراً من عمّان إلى الجنوب وسيقضي بينهم يومين وربما يبرحنا غداً أو بعده.
هذه الباقة من الأخبار، هي وثائق يعتد بها، لرصدها وتوثيقها جانباً من يوميات الدولة الأردنية..