خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

لماذا لا نعزز الإيجابيات؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عماد عبدالرحمن حملت السنوات العشرون الأخيرة الكثير من التحديات الطارئة على بلدنا ودول المنطقة، فمن حرب إلى حرب، ومن هزات إقتصادية الى لجوء جماعي، ومن غلاء في الاسعار الى تراجع في فرص العمل، وأخيراً جاء تحدي «الكورونا» ليضيف نزيفاً جديداً يضرب إقتصاديات وخطط التنمية لدول المنطقة ومن بينها الأردن.

أذكّر بهذه المقدمة، لتوصيف حالة السلبية الكبيرة التي تسود غالبية الناس تجاه الحكومات والمجالس التشريعية، وأحيانأ المؤسسات، للتقليل مما تحقق من إنجازات في ظل هذه الظروف الصعبة، التي تمر بها البلاد، منذ نحو عقدين من الزمن، ولا أريد تسميته «تنمر»، لكن حافز البعض ينطلق من حرصه وخوفه على مكانة الأردن وسمعته، وإمكانيات أبنائه وعطائهم، لبلدهم أولاً ولدول المنطقة ثانياً، فلا أحد يمكنه التقليل من دور الأردنيين منذ أكثر من خمسين عاماً وحتى اليوم، في بناء ليس فقط دول المنطقة، بل وتعدى ذلك الى دول متقدمة حول العالم.

من المفيد، العودة إلى الوراء قليلاً، وإستذكار التحديات الجسام التي مرت بها البلاد، منذ حرب العراق عام 2003 وحتى اليوم، فمن بروز تحدي تنظيم «داعش» وما حدث عام 2005 عندما ضرب الإرهاب ثلاثة فنادق في عمان، وما تركته من تحدٍ أمني هائل أرهق إمكانات الدولة، وتلا ذلك سلسلة عمليات في الكرك، السلط، جرش، إلى تحدي «الربيع العربي» الذي عاد بالفائدة على الوطن بإجراء سلسلة إصلاحات وتعديلات دستورية، أدخلت البلاد في جوهر الاصلاح السياسي والاقتصادي، الى تحدي المديونية العامة التي فاقت كل حدود ووصلت الى نحو 40 مليار دولار تق?يباً، والازمة الاقتصادية العالمية، واغلاقات الحدود، وتحدي الاحتلال الاسرائيلي وسعيه المتواصل للسيطرة على أراضي الضفة الغربية والقدس المحتلة بضمهما الى اراضيه، وأخيراً تحدي كورونا الذي أرهق الدولة وموازنتها وفرض عليها حالة جمود إقتصادي لا نعلم متى سنتجاوزه، وغيرها الكثير الكثير من التحديات.

للأسف يخرج علينا الكثيرون هذه الايام ممن يقلل من إنجازات الدولة ويقارنها بدول ثرية في المنطقة، لا بل يصل الامر الى الاستهزاء بالانجازات وواقعنا الصعب الذي يعصف بدول العالم أجمع، لكن يجدر بهذه الاصوات أن لا تستغل فجوة تراجع الثقة بين الحكومات المتعاقبة والمواطنين، لاسباب كثيرة، للضرب تحت الحزام والنيل من الدولة برمتها ومكانتها وسمعتها، من أجل إزعاج مسؤول او تصفية حسابات أو «حرد» سياسي، وهنا تكمن المشكلة، في عدم إدراكنا أننا ننال من مستقبلنا ومستقبل أولادنا دون أن ندري، فمن له مصلحة في التقليل من قدرات ومهار?ت الاردنيين، الذين يضرب بهم المثل أينما تواجدوا في الاخلاص والمهارة والقدرات؟ ومن له مصلحة في التقليل من إنجازات الدولة والسعي المتواصل لإفشالها /لا قدر الله/ ولمصلحة مَنْ؟، ومن لديه مصلحة في تضخيم السلبيات والتقليل من الايجابيات، وعدم القدرة على التفريق بين النقد البناء من جهة، والهزل السياسي وجلد الذات ليل نهار؟، ومن لديه مصلحة في إسقاط خصومته مع أي مسؤول على البلد كلها مؤسسات وشعب؟.

الاعلام مرآة للوطن، وصورة تعكس واقعه أمام العالم، وأي خطأ مقصود أو غير مقصود، يدفع ثمنه الجميع، فلا أحد لديه مصلحة في الاثارة وتضخيم العناوين، أو جذب القراء والمتصفحين، فقط المطلوب التعامل بمهنية ومصداقية وتوازن مع الاحداث والاخبار، بعيداً عن الاثارة والتسرع والبعد عن الدقة والمصداقية، ولا تعني حرية التعبير وتعزيز الحريات،إنفلات المشهد الاعلامي ليصبح خطراً على البلاد والعباد، بدلاً من أن يكون رافداً ومعززاً للدولة ومؤسساتها وإنجازات شعبنا الكبيرة.

قَد يكون دافع الكثيرين وراء هذه الصور السلبية، غيرة ورغبة في أن نرى بلدنا أفضل البلدان، لكن أياً كان الدافع لا بد من التنبه الى نقطة جوهرية وهي أنه في ظل الانفتاح وإنتهاء الحواجز، والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي، نحتاج الان الى رؤية ثقافية ووطنية جمعية جديدة، تعزز إنجازات الوطن،والتوصل لفهم موحد للمصلحة الوطنية، تعزز حرية الرأي والتعبير المسؤول عنه، دون مواربة أو تجن، يستند الى حقائق صحيحة، هدفها تعزيز الانجاز ودعم الكوادر والقدرات البشرية «نفط الاردن» الذي لا ينضب.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF