عماد عبدالرحمن
لم نستغرب ان يخص جلالة الملك شريحة المتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، ببرنامج دعم متكامل ومجزٍ، وتكليف ولي عهده الامين بمتابعة تنفيذه، إيماناً من قيادتنا الحكيمة بأهمية هذه الفئة من أبطال النصر والكرامة، الذين أفنوا شبابهم وعطائهم خدمة للوطن والمواطن.
«يوم الوفاء» توّج هذه المرة بمبادرة سيستفيد منها معظم العسكريين والمحاربين القدامى، من خلال محوري الاسكان العسكري وصندوق الائتمان العسكري، وهو يأتي في مرحلة صعبة وشاقة تواجهها المملكة بسسب الاوضاع الامنية والسياسية في دول المحيط، من جهة، والتحديات التي فرضها وباء «الكورونا»، على الاقتصاد الوطني وخطط التنمية ومسيرة التطوير والتحديث من جهة أخرى.
الرسالة واضحة ومبشرة بمستقبل أفضل وغدٍ مشرق لكل الاردنيين، وهذا البرنامج ليس الاول فقد سبقه العديد من البرامج والمبادرات، بحيث لا تجد مؤسسة أو منشأة صناعية أو تجارية إلا وتستقطب أبناء الوطن من العسكريين المتقاعدين، الذين أكسبتهم الحياة العسكرية، الخبرة والجَلَدْ والوفاء، وهذا جزء يسير من رد الجميل لكل من أفنى عمره وشبابه ليحرس حدود الوطن، وتفانى في خدمة الدولة،ليجدوا مَنْ يذكي في نفوسهم الامل والكرامة والعنفوان.
فالعطاء لا ينتهي بمجرد مغادرة الحياة العسكرية، على العكس، من تلك اللحظة تبدأ مرحلة أخرى من العطاء والبذل، لتطبيق ما اكتسِبَ من مهارات وخبرات وقدرات في أثناء الخدمة، خصوصاً وان مؤسستنا العسكرية منفتحة على المجتمع وخطط التنمية وتساهم فيها بشكل كبير، ولديها من الخبرات والقدرات والامكانات ما يؤهلها لتعزيز إحتياجات الوطن وحاجات أبنائه على مدى ترابه المقدس.
وكم من قصة نجاح سطرها جنودنا البواسل في المجالات الطبية والهندسية والانقاذية والزراعية والصناعية، والالكترونية، وهم شركاء أيضاً في خطط الاصلاح والحفاظ على مؤسساتنا الدستورية، وما مؤسسة المتقاعدين العسكريين التي تأسست عام 1974، إلا عنواناً وصوتاً قوياً وفاعلاً في متابعة شؤون العسكريين المتقاعدين والمحاربين القدامى، وما أمر جلالة القائد الملك عبدالله الثاني بتحديد يوم الخامس عشر من شباط يوماً للوفاء للمتقاعدين العسكريين، إلا تأكيداً وتقديراً لهذه الشريحة المهمة من أبناء الوطن ورفاق السلاح.
سيبقى متقاعدونا العسكريون العنوان والرديف لجيشنا العربي المصطفوي الباسل، ومن ركائزه النبيلة، وقد برهنوا مراراً وتكراراً وفي أكثر من محطة وفي مناسبات عدة، معاني الاخلاص والوفاء والواجب، وكيف يصان الجيش وهيبة الوطن ومقدراته وأمنه بالحكمة والشجاعة وصلابة الموقف، فالجيش الذي هو أكبر مؤسسة وطنية تغلغلت جذورها في أعماق الوطن،ولأجل هذا ستبقى هذه الشريحة في صلب إهتمام القائد وحامل رسالة الوطن في الدفاع عن المقدسات والعروبة وحقوق المظلومين.
[email protected]