بعد حرب فلسطين بعام، وخلال احتفالات المملكة بعيد الاستقلال الثالث، مثل جيشنا العربي عماد المملكة، وخاض حرباً في فلسطين صانت قدسها وعروبة حواضرها في الضفة الغربية.
ومن بين أوراق تلك المرحلة نقرأ في خطاب للملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، في 25 أيار 1949م، قال فيها مخاطباً الجيش: «اليك أوجه هذه الكلمة وأنا أرفع الى الله سبحانه وتعالى آيات الشكر والعبودية، مثنياً عليه لآلائه، حامداً له المنن، شاكراً له الأفضال التي من الله بها علينا وعليك، وقد خصك بنفحة قدسية مما شرف به ابن أيوب رحمه الله».
وأكّد المغفور له على رسالة جيشنا العربي بقوله: «فأنت أيها الجيش حقاً انك وريث الجيش المصطفوي وبقية المنافحين، والخلف لذلك السلف، شجاعة ودربة وأخلاقاً، ولولا الخلق الحسن والطاعة المغروسة في القلوب، والانصراف الى حصر النفس في الجندية المحضة، لما حاز أي جيش من الجيوش الظافرة مرماه، ولا بلغ مناه، والجيش سياج المملكة وزين الأمة ويد السلطة وفخر البلاد.
يعبر هذا الخطاب عن سجايا كريمة صانت مؤسسة الجيش العربي، وأسست للفخار الأردني المعاش حتى اليوم بجنديتها، واحترافيتها، إذ يقول الملك المؤسس: «والجيش هو الحصن الحصين والحرز المكين ما دام متصفاً بصفات الرجولة والشجاعة والطاعة».
وباكراً أسس ملوك بني هاشم خطاباً صان الجيش العربي ليصون الوطن، إذ تتابع كلمة الملك المؤسس «واني بصفتي على رأسكم ومربيكم ومنشئكم أقول: انكم لي أعظم مكافأة من الله بها علي في هذه الحياة ولله الحمد والمنة، وان جيشاً هذه اخلاقه، سيمكن أمته وحكومته بظفر للسلم كما مكنهما بسلامة وظفر في الحرب وأن صلتك أيها الجيش بالجيش المصطفوي لهي نسبة بنا».
لقد استلهم تأسيس الأردن وجيشه العتيد، من تاريخنا مفردات تأسيسه، وجمع بين العصرنة والأصالة، وهذا خطاب ما زال حاضراً في وثائقنا فـ «الجيش المصطفوي الذي قاتل ببدر وانتهى بقتاله يوم الفتح هو الاصل الذي أوجد للعرب جيوشاً حمت البلدان، وأسست المدينة العربية وثابرت ترقى رقي المتمكن الامين حتى علت منتهى الدرجات في عهد الراشدين وعهد أمية وبني العباس، ثم كانت فترة تقدمت لخدمة الشرق جيوش أخرى من أخوانكم التابعين للسلاطين المسلمين - رحمهم الله- فلم يقصروا ولم يتأخروا، ثم أعاد الجيش العربي المصطفوي بنهضته المعروفة ضجيج القدس الشريف، الناهض بأقوامه العرب أمير المؤمنين الحسين بن علي رضي الله عنه»؛ من خطاب الملك المؤسس.
أهمية القراءة في النطق السامي الهاشمي، بأنها تعبر عن خطاب الدولة الأردنية وقيمها المتوارثة، وهذه قيم عظيمة أسست لأدوار أردنية بقيت حية بين الأجيال، دام جيشنا العربي وشعاره الهاشمي اللامع.